تكييف. وهذا هو المذهب الحقّ الذي تدلّ عليه نصوص الوحي المثبتة للصفات؛ لأنّ المنهج والطريقة في ذلك واضحة لم يدعنا الله تعالى فيها لعقولنا حين قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [1]؛ فالصفات ثابتة، وأما الكيفية فمنفية؛ إذ كيف نعرف كيفية صفته سبحانه، ونحن لم نعلم كيفية ذاته تعالى الله عما قاله المبطلون علواً كبيراً.
فالشيخ -رحمه الله- ينطلق في كلامه من الكتاب والسنة، ومن مفهوم السلف الصالح؛ الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان.
سئل الإمام مالك -رحمه الله- عن الاستواء، فقال: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) [2].
وقال الأوزاعي -رحمه الله-: (كنا والتابعون متوافرون نقول: إنّ الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته جلّ وعلا) [3].
وقال الشيخ أبو نصر السجزي[4]: (وأئمتنا؛ كسفيان الثوري[5]، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة[6]، وحماد بن سلمة[7]، وحماد بن [1] سورة الشورى، الآية [11] . [2] تقدم تخريجه. [3] الأسماء والصفات للبيهقي ص515.
4هو الإمام الحافظ شيخ السنة أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني. توفي سنة (444?) . (انظر: سير أعلام النبلاء17/654.وشذرات الذهب 3/271. [5] تقدمت ترجمته. [6] هو الإمام سفيان بن عيينة بن ميمون، مولى محمد بن مزاحم الهلالي الكوفي، ثم المكي. حافظ العصر، وأحد أئمة الحديث. ولد سنة (107) ، وتوفي سنة (198?) .
(انظر: سير أعلام النبلاء 8/454. وشذرات الذهب 1/354) . [7] هو الإمام حماد بن سلمة بن دينار البصري، من كبار المحدثين، توفي سنة (167?) . (انظر: سير أعلام النبلاء 7/444. وشذرات الذهب 1/262) .