نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 50
أساسي، ووجود زمنين للفعل كما في الماضي، والمضارع؛ وتصريف الفعل يتبع نفس الأسلوب؛ وفي جميع لغات المجموعة السامية؛ نجد تشابهًا بين الكلمات الأساسية؛ كالضمائر الشخصية، والأسماء التي تدل على الغرابة، والأعداد، وأعضاء الجسم الرئيسية؛ هذه القرابة اللغوية بين الشعوب التي تتكلم اللغات السامية هي أهم رابطة تبرر ضمهم تحت اسم واحد، ولكنها ليست الرابطة الوحيدة؛ فإذا ما قارنَّا مؤسساتهم الاجتماعية، وعقائدهم الدينية، وصفاتهم النفسية، وأوصافهم الطبيعية؛ اتضحت لنا نواحٍ هامة للتشابه؛ وعندئذ لا بد من الاستنتاج بأن بعض أسلاف الذين تكلموا البابلية، الآشورية، والكنعانية، والعبرية، والآرامية، والعربية، والحبشية، كانوا غالبا يتكلمون جماعة واحدة، قبل أن تحصل بينهم هذه الاختلافات؛ وأن هذه الجماعة كانت تتكلم اللغة نفسها، وتعيش في المكان نفسه[1]. [1] تاريخ سورية ولبنان وفلسطين جـ1 ص66، 67.
الأمة السامية بطونها، وتراثها الحضاري والديني:
أولا: السومريون
توحي العناصر المشتركة بين حضارات الشرق الأوسط بأن عوامل نشوئها متشابهة؛ وتتضمن كلمة الشرق الأوسط: مصر، الأناضول، سوريا، لبنان، فلسطين، العراق، إيران، الجزيرة العربية كلها، وكان وادي نهر الهند وأرض الرافدين ووادي النيل خلال 3200 ق. م. نهاية مطاف أولئك الرعاة من البدو الذين يتحركون في أعماق التاريخ إلى تلك الروافد الخصيبة في اندفاع كالموج الهادر يشق مجراه، ومع مصبه يكون ظعنهم وإقامتهم.
ومن هنا يرجع المؤرخون حضارة ما بين النهرين إلى السومريين، الذين عبروا بالعراق إلى خصائص العصور التاريخية بما تركوه من آثار عبرت عن حضارتهم التي بدأت في القرن الثلاثين ق. م، وتعدد مراكز التجمع والتحضر حينذاك في النصف الجنوبي من سهول النهرين؛ وبهم عرف التاريخ باسمهم السومريين؛ ثم استخدمه الساميون خلفاؤهم في قولهم: "مات شوميرين" بمعنى أراض شومير؛
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 50