responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 20
طبق الأصل لما عليه الدين الحق، غير أنها في النهاية تفتقر إلى شعار خاتم النبوة؛ ليجيز معناها الحقيقي المقدس، على أي حال نرى في فكرة أفلاطون الفلسفية تمردا حقيقيا على الوثنية؛ لأنه كان يرى أن الوثنية إن صحت عقيدة شعبية، فإنها لا تصح عقيدة للفلاسفة الكبار أو حتى صغار الفلاسفة.
هدف فكرة أفلاطون الفلسفية -ذات الطابع الديني الشرقي- السعي بها إلى تنزيه الله عن مستوى الفكر الفلسفي، عن مستوى العقيدة الشعبية الوثنية، وشاعت فكرة أفلاطون على يد من بعده من الفلاسفة الذين رضوا لأنفسهم أن يأخذوا بفكرته، ثم راحوا يطبقونها على القرآن، الذي أنزله الوحي الإلهي، وقالوا: إن ما فيه يلائم الحياة الروحية السائدة بين العامة وذوي السذاجة في الرأي، أما العلماء المستنيرون فيرون -من وراء استبطانه وما يعين عليه الإدراك- أن ما فيه حق وصدق، وهم أهل التأويل، ومنهم أهل التوفيق بين الفلسفة والدينن الذين يرون أنه ليس من المصلحة الدينية أن يكشف للعامة. أما من ناحية الموازنة العامة بين أفلاطون وأهل مدرسته من بعده فإنا نرى في موقف أفلاطون جدوى وله مسوغاته، وهو تمرده على الوثنية الإغريقية، أما موقف هؤلاء الفلاسفة كالفارابي مثلا: فإني رجوت نفسي أن تفهمه أو تنظر جدوى رأيه فتأبى عليها أن تفهمه، وتحصل لها من البحث في جدواه أن فيه من التقليد والتعصب الذي بجانب عقل الفيلسوف أو المفكر ما فيه.
رُوي عن علي: وقد سئل: هل خصكم رسول الله بشيء؟ فقال: "ما عندنا غير هذه الصحيفة، أو فَهْمٌ يؤتاه الرجل في كتابه"، فعلاقة المقدس الحقيقي بالإنسان هي كما قال على: "فهم يؤتاه الرجل في كتابه" من غير مصادرة، أو تمييز خاص؛ لأن معايشة فهم كتاب الله حق للجميع بشروطه.
على أي حال شاركت نظرية أفلاطون في مجال السياسة، فخلقت حرية الرأي واحترامه، أو الرأي ومعارضته، فلا يكافح أحدهما الآخر. وكان هذا معنى من معاني الديمقراطية اليونانية.
ومن الذين توسعوا في "مفهوم المقدس" أولئك الذين دعوا إلى عبادة الوثنية في شتى أشكالها:

نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست