responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 19
ويصبح التاريخ في سيره من غير النبوءات الصادقة عاجزا عن السمو نحو الله.
فالنبوءات الكاذبة شاركت في تزييف معتقدات الإنسان الدينية وألهته عن معتقداته الصادقة، ووسعت مفهوم المقدس حتى انحرفت بعبادة الإنسان الصحيحة إلى شتى الأنماط؛ كالنار والكواكب وغيرها، وعلمت الإنسان الشرقي كيف يخضع عن ذلة لغير الله، وأن الشرق -من الناحية التطبيقية- لا يحكمه إلا مستبد؟ وكيف يستبد وهو يعدل؟ وهو أيا معنى من معاني النبوءات الكاذبة التي عودت الإنسان الشرقي أن يخضع لغير الله باسم الإنسان المعصوم من الخطأ وهو العادل.
بهذه الأوصاف التي ألبسها المزيفون عليه آمن الشرقي بأنه حقيقة وليس أسطورة، وبات يمني نفسه به كما منى "الفارابي" به نفسه في كتابه "آراء أهل المدينة الفاضلة"، وما زال بيننا من يعتقد في حكم المستبد العادل، وهو على أمل اللقاء به، وما زال ينتظره باسم المهدي المنتظر، أو الإمام المعصوم، أليس هذا المستبد العادل -المثل الأعلى في نظرية الشرق السياسية- يماثل نظرية الحزب الواحد في روسيا الشرقية من حيث الاهتمام بالرأي الواحد، وعدم الخوض في تصرفاته بالتعديل أو النقد، وعلى الإنسان -أخيرا- أن يقدم ولاءه للحزب فقط أو المستبد العادل، وأن ما لدى الحزب من آراء تماثل المقدس. وفي النهاية: إنها رؤية واحدة لرأي واحد، وما وراء ذلك كله من تخويف وإرهاب، وذلك عين التطرف والاستبداد المقدس فالإنسان الشرقي -هو رائد في حضارته العصرية- حكم نفسه من خلال تراث تاريخي مزيف وهو نظرية الواحد المستبد العادل، وهذا لون من التوسعة في معنى المقدس على المستوى السياسي.
ووثنية الإغريق تعني من جانب الإنسان: إشباع حاجته الضرورية إلى إيجاد معنى المقدس في حياته، ورحلات فيثاغورث وأفلاطون إلى الشرق ساعدتهما على أن يرفضوا وثنيتهم؛ ليحلوا بدارهم وفكرهم فكرة: مثال المثل، أي: الذي لا يتغير ولا يتبدل، وهو المثال الأعلى الذي تتحول الإنسانية إليه محاولة العود إلى ما كانت عليه في رحاب الله. هذا توسع في مفهوم معنى المقدس، ومحاولة منهم لإيجاد صورة

نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست