responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 59
وبعد هذا التمهيد الإلهي المحكم، والذي تحقق فيه حدوث إنجاب في حالة عجيبة، أعقبه في حينه بحالة أعجب، ألا وهي حدوث إنجاب للعذراء مريم.
فالإنجيل يقول: "أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا. لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا "كزوجين" وجدت حبلى من الروح القدس" "متى 1: 18".
والدليل على أن توقيت حمل زوجة زكريا العاقر كان حكمة أريد بها التمهيد لحادث حمل العذراء -لكي يتقبله الناس دون زيغ أو طغيان- أن حمل زوجة زكريا العجيب استخدم حجة لإقناع مريم ذاتها بالاستسلام لما يثيرة حملها الأعجب من مشاكل واضطراب في نفسها وفي بيئتها.
فبعد أن بشرها الملاك بالحمل والولادة "قالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلًا!
فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك ... وهو ذا اليصابات "زوجة زكريا" نسيبتك هي أيضًا حبلى بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرًا، لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله.
فقالت مريم: هو ذا أنا أمة الرب "واحدة من عبيد الله" ليكن لي كقولك: فمضى من عندها الملاك" "لوقا 1: 34-38".
ولا شك في أن حدوث حمل لفتاة عذراء دون اتصال برجل ما على أية صورة من الصور، إنما هو شيء خارق للعادة لأن ما اعتاد عليه الناس هو ضرورة تلقيح المرأة من الرجل حتى يتم الحمل وتحدث الولادة، لكن المؤمنين بالله ينظرون إلى حادث حمل مريم العذارء بابنها المسيح إثر نفحة من الروح القدس باعتباره واحدًا من مظاهر قدرة الله ورعايته لخلقه.
فالله -سبحانه- أوجد المسيح من امرأة فقط دون تدخل من رجل. وكان نتاج ذلك مولد إنسان بالصورة التي تلد بها كل النساء. وبذلك خلق الله إنسانًا ذا روح من إنسان ذي روح.

نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست