responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 23
وما أمر هوشع بأقل عجبًا مما رأينا، فلقد كان أول حالات النبوة التي مارسها تحمل في طياتها إليه أمرًا إلهيًا بمعاشرة امرأة زانية تفرخ له أولاد زنى -هكذا يدعون:
"أول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع: اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لأن الأرض قد زنت تاركة الرب. فذهب وأخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنًا ... ثم حبلت أيضًا وولدت بنتًا" "هوشع 1: 2-6".
واستمر هوشع يتردى في طريق الزانيات حيث كانت نبؤته التالية تفرض عليه عشق امرأة متزوجة برجل يحبها، لكنها تخونه وتزني بآخرين حتى يأتي هوشع ويخطفها من تحت رجلها:
"وقال الرب لي: اذهب أيضًا أحبب امرأة حبيبة صاحب وزانية كمحبة الرب لبني إسرائيل وهم ملتفتون إلى آلهة آخرى" "هوشع 3: 1".
وبهذه التصرفات نجد هوشع قد هدم شريعة موسى وخالف أحكامها التي تفرض على الكاهن أن:
"يأخذ بامرأة عذراء. أما الأرملة والمطلقة والمدنسة والزانية فمن هؤلاء لا يأخذ بل يتخذ عذراء من قومه امرأة. ولا يدنس زرعه بين شعبه".
"لاويين 21: 13-15".
فما بال هؤلاء الأنبياء قد التصقت بأسمائهم تلك الغلالات الحالكة، وأدخلت على تنبؤاتهم مثل هذه الألاعيب؟
إن هذا يؤكد لنا ما سبق أن توصل إليه هيتون من أن كتبة الأسفار قد جعلوا سلوك أنبياء بني إسرائيل -حتى من عرفوا باسم الأنبياء الكبار أو الأنبياء الحقيقيين- لم يختلف كثيرًا في بعض المواقف عن سلوك معاصريهم من الأنبياء المحترفين.

نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست