نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 156
يأتوا هم أيضًا إلى موضع العذاب هذا. قال له إبراهيم: عندهم موسى والأنبياء ليسعموا منهم.
فقال: لا يا أبي إبراهيم. بل إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون.
فقال له: إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء، ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون" "لوقا 16: 28-31".
لقد مات موسى والأنبياء وتركوا كتبًا هي التي أشار إليها أبونا إبراهيم، وبين أن الحديث عنها هو بمثابة الحديث عنهم. وكان ذلك ما أكده لوقا مرة أخرى في قوله: "ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" "لوقا 24: 27".
فعلى ضوء ذلك يفهم معنى قول المسيح فيما يجيء به الرسول الآتي بعده حين أعلن لتلاميذه أنه: "يمكث معكم إلى الأبد" "يوحنا 14: 16". أن تلاميذ المسيح الذي قال لهم هذا الكلام لم يمكثوا إلى الأبد، لكنهم ماتوا أو قتلوا -جميعًا- منذ تسعة عشر قرنًا. فهذا القول لا يصمد للتأويل حرفيًا ولكنه يعني أن ما يأتي به "روح الحق" "إلى الأجيال المتلاحقة سيبقى إلى يوم الدين.
وخلاصة القول: إن دراسة هذه النبوءة على ضوء ما جاء في الكتاب "المقدس" وما نسبته الأناجيل للمسيح من أقوال يقطع بأن الرسول "روح الحق" الآتي بعد المسيح إنما هو: إنسان، وأنه غير روح القدس الذي لا يرتبط مجيئه برحيل المسيح، وأن الله وحده هو مرسل المرسلين وليس المسيح، وأن هذا الرسول "ما ينطق عن الهوى"، وأنه يعلم الناس الدين الكامل، وأن ما جاء به وحيًا من الله باق أبد الدهر.
نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 156