responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتقى من منهاج الاعتدال نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 484
ثَبت عَنهُ أَنه لم يرض بقتْله وَلَا أعَان عَلَيْهِ
فَلم تصف قُلُوب كثير مِنْهُم وَلَا أمكنه هُوَ قهرهم حَتَّى يطيعوه وَلَا اقْتضى رَأْيه الْكَفّ عَن الْقِتَال حَتَّى ينظر مَا يأول إِلَيْهِ أمره كَمَا أَشَارَ عَلَيْهِ وَلَده الْحسن فَظن أَن الطَّاعَة تحصل وَالْأمة تَجْتَمِع بِالْقِتَالِ فَمَا زَاد الْأَمر إِلَّا شدَّة وافتراقا حَتَّى خرج عَلَيْهِ من جنده أُلُوف ومرقوا وكفروه وقاتلوه قَاتلهم الله حَتَّى كَانَ فِي آخر أمره يطْلب هُوَ أَن يكف عَن قتال من لم يطعه فَكَانَ آخر الْخُلَفَاء الرَّاشِدين الَّذين ولايتهم خلَافَة النُّبُوَّة
ثمَّ آل الْأَمر إِلَى مُعَاوِيَة أول الْمُلُوك كَمَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْخلَافَة بعدِي ثَلَاثُونَ سنة ثمَّ تكون ملكا
وسيرة مُعَاوِيَة من أَجود سير الْمُلُوك بِالنِّسْبَةِ
فَإِذا جَاءَ القادح فَقَالَ فِي أبي بكر وَعمر كَانَا طَالِبين للرياسة مانعين للحقوق ظلما الْمَنْصُوص عَلَيْهِ ومنعا أهل الْبَيْت إرثهم أوشك أَن يَقُول قَادِح النواصب نَحوا من ذَلِك فِي عَليّ أَنه قَاتل على الرياسة وَسَفك الدِّمَاء وَلم ينل غَرَضه
فَإِذا كُنَّا ندفع من يقْدَح فِي عَليّ بِهَذِهِ الشُّبْهَة فَلِأَن ندفع من يقْدَح فِي أبي بكر وَعمر بطرِيق الأولى لِأَنَّهُمَا أبعد عَن التُّهْمَة إِذْ لم يقاتلا على الْإِمَارَة وأطاعهما عَليّ والكبار
وَإِذا كُنَّا نظن بعلي أَنه كَانَ قَاصِدا الْحق غير مُرِيد علوا وَلَا فَسَادًا فِي الأَرْض فَلِأَن نظن ذَلِك بهما بطرِيق الأولى
فدع عَنْك المكابرة والهوى
طَرِيق آخر وَهُوَ أَن يُقَال دواعي الْمُسلمين بعد موت نَبِيّهم كَانَت متوجهة إِلَى أَتبَاع الْحق قطعا وَلَيْسَ لَهُم مَا يصرفهم عَن الْحق وهم قادرون على ذَلِك
وَإِذا حصل الدَّاعِي إِلَى الْحق وانتفى الصَّارِف مَعَ الْقُدْرَة وَجب الْفِعْل فَعلم أَن المسملين خير الْقُرُون اتبعُوا الْحق فِيمَا فَعَلُوهُ لأَنهم خير الْأُمَم أكمل الله لَهُم الدّين وَأتم عَلَيْهِم النِّعْمَة
بَايعُوا أَبَا بكر تدينا لَا لرغبة وَلَا لرهبة فَلَو فعلوا بِمُوجب الطَّبْع لقدموا عليا أَو الْعَبَّاس لشرف بني هَاشم على بني تيم
وَلما قيل لأبي قُحَافَة وَكَانَ بِمَكَّة شَيخا كَبِيرا إِن ابْنك ولي الْخلَافَة قَالَ ورضيت بَنو أُميَّة وَبَنُو هَاشم وَبَنُو مَخْزُوم قَالُوا نعم
فَعجب وَقَالَ

نام کتاب : المنتقى من منهاج الاعتدال نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 484
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست