responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتقى من منهاج الاعتدال نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 483
بايعوني وَإِنَّمَا أَشَارَ ببيعة عمر أَو بيعَة أبي عُبَيْدَة ثمَّ من تخلف عَن مبايعته لم يؤذه وَلَا أكرهه عَلَيْهَا كسعد بن عبَادَة
ثمَّ الَّذين طائعين بَايعُوهُ هم الَّذين بَايعُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت الشَّجَرَة الَّذين رَضِي الله عَنْهُم فقاتل بهم الْمُرْتَدين وَفَارِس وَالروم وَثَبت الْإِسْلَام وَأَهله وَلَا أكل مِنْهَا وَلَا لبس إِلَّا كعادته وعيشه
فَلَمَّا جَاءَهُ الْيَقِين خرج مِنْهَا أزهد مِمَّا دخل فِيهَا لم يستأثر مِنْهَا بِشَيْء عَنْهُم وَلَا آثر بهَا قرَابَة بل نظر إِلَى أفضلهم فِي نَفسه فولاه عَلَيْهِم فأطاعوه كلهم فَفتح الْأَمْصَار وقهر الْكفَّار وأذل أهل النِّفَاق وَبسط الْعدْل وَوضع الدِّيوَان وَالعطَاء لَازِما لعيش من قبله فِي مأكله ومشربه وملبسه حَتَّى خرج مِنْهَا شَهِيدا لم يتلوث لَهُم بِمَال وَلَا ولي أحدا من أَقَاربه ولَايَة
هَذَا أَمر يعرفهُ من يعرف وينصف
ثمَّ بَايعُوا عُثْمَان كلهم طَوْعًا مِنْهُم فَسَار وَبني على أَمر قد اسْتَقر قلبه بسكينة وحلم وَهدى وَرَحْمَة وكرم ولين لَكِن لم تكن فِيهِ قُوَّة عمر وَلَا سياسته الَّتِي بهرت الْعُقُول وَلَا كَمَال عدله الَّذِي مَلأ الْوُجُود وَلَا فرط زهده الَّذِي مَا يُنكره إِلَّا جَاهِل فطمع فِيهِ النَّاس بعض الطمع وتوسعوا فِي الدُّنْيَا وَكَثُرت عَلَيْهِم الْأَمْوَال وَدخل بِسَبَب تَوليته أَقَاربه عَلَيْهِ الدَّاخِل وَأنْكرت مِنْهُم أُمُور مَا اعتادها النَّاس قبله وتولد من رَغْبَة بعض النَّاس فِي الدُّنْيَا وَضعف خوفهم من الله تَعَالَى وَمِنْه وَمن ضعفه هُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى كَمَال الَّذين قبله وَمِمَّا حصل من أَقَاربه فِي الْولَايَة وَالْمَال مَا استحكم بِهِ الشَّرّ وحرك الْفِتْنَة حَتَّى قتل مَظْلُوما وذبحوه صبرا
فَتَوَلّى عَليّ رَضِي الله عَنهُ والفتنة قَائِمَة وأتهم بالتخلي عَن عُثْمَان حَتَّى قتل وَبَعْضهمْ اتهمه بدمه وَالله يعلم بَرَاءَته من دَمه

نام کتاب : المنتقى من منهاج الاعتدال نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست