وقال: "وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون إذا ماتوا وهم موحدون"[1].
هذا هو موقف الإمام من بدعة الخوارج، ومع هذا كان يناظر رؤساء الخوارج على اختلاف طبقاتهم.
قال الإمام أبو حنيفة: "وكنت قد نازعت طبقات الخوارج من الإباضية [2] والصفرية[3] وغيرهم" [4]. [1] العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص45. [2] الإباضية: هم أتباع عبد الله بن إباض التميمي خرج في زمن مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية فأرسل إليه مروان بن محمد جيشا فقاتله وقضى عليه.
وافترقت الإباضية فيما بينها إلى أربع فرق هي الحفصية، والحارثية، واليزيدية، وأصحاب طاعة لا يراد الله بها وهم مجمعون على القول بإمامة عبد الله بن إباض والقول بأن كفار هذه الأمة يعنون بذلك مخالفيهم من هذه الأمة ليسوا مؤمنين ولا مشركين ولكنهم كفار ...
انظر الفرق بين الفرق ص103؛ والملل والنحل 1/134؛ والتبصير في الدين ص34؛ واعتقادات فرق المسلمين ص57. [3] الصفريَّة وهي فرقة من فرق الخوارج اختلف في سبب تسميتها بالصُّفرية فقيل نسبة للصفرة التي تعلو وجوههم وقيل نسبة إلى عبد الله بن صفار وقيل نسبة إلى زياد بن الأصفر وقد تنسب إلى عبد الله التميمي.
وهم أقل شذوذا وغلوا من بقية فرق الخوارج إذ أنهم لم يكفروا مرتكب الكبيرة على الإطلاق كما فعل غيرهم بل ميزوا بين الذنوب التي فيها حد مقرر كالزنا والسرقة فهذه في رأيهم لا يتجاوز بمرتكبها ما سماه الله به من أنه زان أو سارق، وأما الذنوب التي ليس فيها حد مقرر كترك الصلاة والفرار من الزحف فمرتكب مثل هذه الذنوب يعتبرونه كافرا.
انظر الملل والنحل 1/137؛ والفرق بين الفرق ص91؛ والتبصير في الدين ص30؛ والأديان والفرق ض119؛ ودراسة عن الفرق ص59. [4] مناقب أبي حنيفة للمكي ص54.