نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 647
حتى ترى زهر النّجوم كأنّها ... حول المجرّة ربربٌ في مشرب
والليل منحفزٌ [1] يطير غرابه ... والصّبح يطرده ببازٍ أشهب ثم قال الفتح، بعد كلام كثير، ما صورته [2] : ودخل - يعني ابن السّيد - سرقسطة أيام المستعين وهي جنّة الدنيا، وفتنة المحيا، ومنتهى الوصف، وموقف السرور والقصف، ملك نمير البشاشة، كثير الهشاشة، وملك أبهج الفناء، أرج الأرجاء، يروف المجتلي، ويفوق النجم المعتلي، وحضرة منسابة الماء، منجابة السماء، يبسم زهرها، وينساب نهرها، وتتفتح خمائلها، وتتضوع صباها وشمائلها، والحوادث لا تعترضها، والكوارث لا تقرضها [3] ، ونازلها من عرس إلى موسم، وآملها متصل بالأماني ومتّسم، فنزل منها في مثل الخورنق والسدير، وتصرف فيها بين روضة وغدير، فلم يخف على المستعين احتلاله [4] ، ولم تخف لديه خلاله، فذكره معلماً به ومعرّفاً، وأحضره منوّهاً به ومشرّفاً، وقد كان فرّ من ابن رزين، فرار السرور من نفس الحزين، وخلص من اعتقاله، خلوص السيف من صقاله، فقال يمدحه [5] :
هم سلبوني حسن صبري إذ بانوا ... بأقمار أطواق مطالعها بان
لئن غادروني باللوى إنّ مهجتي ... مسايرة أظعانهم حيثما كانوا
سقى عهدهم بالخيف عهد غمائم ... ينازعها نهرٌ من الدمع هتّان
أأحبابنا هل ذلك العهد راجعٌ ... وهل لي عنكم آخر الدهر سلوان
ولي مقلةٌ عبرى وبين جوانحي ... فؤادٌ إلى لقياكم الدهر حنّان
تنكرت الدنيا لنابعد بعدكم ... وحفّت بنا من معضل الخطب ألوان [1] ك: منفجر. [2] أزهار الرياض 3: 109. [3] ك: تفترضها. [4] الأزهار: اختلاله؛ ج: إجلاله. [5] انظر القلائد أيضاً: 199.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 647