نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 645
وقال ابن ظافر [1] في وصف هذا المجلس حاذياً حذو الفتح، ما صورته:
حضر الأستاذ أبو محمد ابن السّيد عند المأمون ابن ذي النون في بعض منتزهاته، في وقت [2] طاب نعيمه، وسرت بالسعودنجومه، والروض قد أجاد وشيه راقمه، والماء قد جرت بين الأعشاب أراقمه، وثمّ بركة مملوّة، كأنّها مرآة مجلوّة، قد اتخذت سباع الصّفر بشاطئها غاباً، ومجّت بها من سائغ الماء لعاباً، فكأنّها آساد عين، أدلعت ألسنة من لجين، وهي لا تزال تقذف الماء ولا تفتر، وتنظم لآلي الحباب بعدما تنثر، فأمره بوصف ذلك الموضع، الذي تخد [3] إليه ركائب القلوب وتوضع، فقال بديهاً يا منظراً ... إلخ، انتهى.
ثم قال الفتح في هذا التصنيف بعد كلام في المذكور، ما نصّه: وما أبدع قوله في وصف الراح، والحضّ على النّبذ للهموم والاطّراح، بمعاطاة كاسها، وموالاة إيناسها [4] ، ومعاقرة دنانها، واهتصار ثمار الفتوّة وأفنانها [5] ، والإعراض عن الأيّام وأنكادها، والجري في ميدان الصّبوة إلى أبعد آمادها:
سلّ الهموم إذا نبا زمن ... بمدامة صفراء كالذّهب
مزجت فمن درّ على ذهبٍ ... طافٍ ومن حببٍ على لهب
وكأنّ ساقيها يثير شذا ... مسكٍ لدى الأقوام منتهب ولله هو فقد ندب إلى المندوب، وذهب إلى مداواة القلوب من الندوب، وإبرائها من الآلام، وإهدائها كلّ تحيّةٍ وسلام، وإبهاجها بآصال وبكر، وعلاجها من هموم وفكر، في زمن حلي عاطله، وجلي في أحسن الصور [1] في ك ق ط ج: وقال الفضل؛ وصوابه ما أثبت، فهذا النص في بدائع البدائه 2: 40. [2] البدائع: يوم. [3] البدائع: تخب. [4] أزهار الرياض: بمعاطاة كؤوسها، وموالاة تأنيسها. [5] ك: من أفنائها.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 645