نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 637
نصر في حقهم ما صورته [1] :
هم للمجد كالأثافي، وما منهم إلاّ موفور القوادم والخوافي، إن ظهروا زهروا، وإن تجمّعوا، تضوّعوا، وإن نطقوا، صدقوا، ماؤهم صفو، وكل واحد منهم لصاحبه كفو، أنارت بهم نجوم المعالي وشموسها، ودانت لهم أرواحها ونفوسها، ولهم النظام الصافي الزجاجة، المضمحل العجاجة، انتهى.
ثم قال [2] : وبات منهم أبو محمد مع أخويه في أيام صباه، واستطابة [3] جنوب الشّباب وصباه، بالمنية المسماة بالبديع، وهو روض كان المتوكل يكلف بموافاته، ويبتهج بحسن صفاته، ويقطف رياحينه وزهره، ويوقف عليه إغفاءه وسهره، ويستفزّه الطرب متى ذكره، وينتهز فرص الأنس فيه روحاته وبكره، ويدي حميّاه على ضفة نهره، ويخلع سره فيه لطاعة جهره، ومعه أخواه فطاردوا اللذّات حتى أنضوها، ولبسوا برود السرور وما نضوها، حتى صرعتهم العقار، وطلّحتهم تلك الأوقار، فلمّا همّ رداء الفجر أن يندى، وجبين الصبح أن يتبدّى، قام الوزير أبو محمد فقال:
يا شقيقي وافى الصباح بوجهٍ ... ستر الليل نوره وبهاؤه
فاصطبح واغتنم مسرّة يومٍ ... ليست تدري بما يجيء مساؤه ثم استيقظ أخوه أبو بكر فقال [4] :
يا أخي قم تر النّسيم عليلا ... باكر الرّوض والمدام شمولا
لا تنم واغتنم مسرّة يومٍ ... إنّ تحت التراب نوماً طويلا [1] القلائد: 148. [2] القلائد: 151. [3] القلائد: واستطابته. [4] القلائد: 151 والمغرب 1: 367.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 637