نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 636
ويكتب على قبره [1] :
يا صاحبي قم فقد أطلنا ... أنحن طول المدى هجود؟
فقال لي: لن نقوم منها ... ما دام من فوقنا الصّعيد
تذكر كم ليلةٍ نعمنا ... في ظلّها والزمان عيد
وكم سرورٍ همى علينا ... سحابةً ثرّةً تجود؟
كلٌّ كأن لم يكن تقضّى [2] ... وشؤمه حاضر عتيد
حصّله كاتب حفيظ ... وضمّه صادق شهيد
يا ويلنا إن تنكّبتنا ... رحمة من بطشه شديد
يا ربّ عفواً فأنت مولىً ... قصّر في أمرك العبيد انتهى.
ثم قال بعد كلام [3] : وركب أبو الحسن ابن القبطرنة إلى سوق الدواب بقرطبة ومعه أبو الحسين ابن سراج، فنظر إلى أبي الحكم ابن حزم غلاماً كما عقّ تمائمه، وهو يروق كأنّه زهر فارق كمائمه، فسأل أبا الحسين ابن سراج أن يقول فيه، فأرتج عليه، فثنى عنان القول إليه، فقال:
رأى صاحبي عمراّ فكلّف وصفه ... وحمّلني من ذاك ما ليس في الطوق
فقلت له: عمروٌ كعمروٍ، فقال لي: ... صدقت ولكن ذاك شبّ على الطوق [4] وكان بنو القبطرنة بالأندلس أشهر من نار على علم، وقد تصرفوا في البراعة والقلم، ولهم الوزارة المذكورة، والفضائل المشكورة، ولذا قال أبو [1] القلائد: 153 والديوان: 46 والذخيرة 1/1: 287. [2] ك: فخيره مسرعاً تقضى. [3] القلائد: 155. [4] ق ط ج: ذا أشب على الطوق.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 636