نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 638
في رياضٍ تعانق الزهر فيها ... مثل ما عانق الخليل الخليلا [1] ثمّ استيقظ أخوهما أبوالحسن، وقد هبّ من غفلة الوسن [2] ، فقال:
يا صاحبيّ ذرا لومي ومعتبتي ... قم نصطبح خمرةً من خير ما ذخروا
وبادرا غفلة الأيام واغتنما ... فاليوم خمرٌ ويبدو في غدٍ خبر [3] وساق صاحب البدائع هذه القصّة فقال [4] : وذكر الفتح ما هذا معناه أنّه خرج الوزراء بنو القبطرنة إلى المنية المسماة بالبديع، وهو روض قد اخضرّت مسارح نباته، واخضلّت مساري هبّاته، ودمعت بالطّلّ عيون أزهاره، وذاب على ربرجده بلّور أنهاره، وتجمعت فيه المحاسن المتفرّقة، وأضحت مقل الحوادث عنه مطرقة، فخيول النسيم تركض في ميادينه فلا تكبو، ونصول السواقي تحسم [5] أدواء الشجر فلا تنبو، والزروع قد نقّبت وجه الثرى، وحجبت الأرض عن العيون فما تبصر ولا ترى، وكان المتوكل بن الأفطس يعدّه غاية الأرب، ويعدّه مشهداً [6] للطرب، ومدفعاً للكرب، فباتوا فيه ليلتهم يديرون لمع لهب يتمنون فيه الخلود، ويتحسّون ذوب ذهب لا يصهر به ما في بطونهم والجلود، حتى تركتهم ابنة الخابية، كأنّهم أعجاز نخل خاوية، فلمّا هزم روميّ الصباح زنجيّ الظلام، ونادى الديك حيّ على المدام، انتبه [1] ك: الخليل خليلا. [2] القلائد: وقد ذهب عن عقله الوسن. [3] هو من قول بشار:
اليوم هم ويبدو في غد خير ... والدهر ما بين إنعام وإبآس وأصله من قول امرئ القيس: اليوم خمر وغداً أمر. [4] البدائع 2: 140. [5] البدائع: تصول لحسم. [6] البدائع: منبهة.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 638