نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 628
والشقاء قد استولى على رسم عافيته حتى عفاه [1] ، فلمّا عاده منهما ما عاد، وأعياه ذلك النكد المعاد، استراح إلى ذكر عهده الحسن، وأراح جفونه المسهّدة بتوهم ذلك الوسن، وذكر معاهد كان يخرج إليها في العيد، ويتفرج بها مع أولئك الغيد، فقال [2] :
خليليّ لا فطرٌ يسرّ ولا أضحى ... فما حال من أمسى مشوقاً كما أضحى
لئن شاقني شرق العقاب فلم أزل ... أخصّ بممحوض الهوى ذلك السّفحا
وما انفكّ جوفيّ الرّصافة مشعري ... دواعي بثٍّ تعقب الأسف البرحا
ويهتاج قصر الفارسيّ صبابةً ... لقلبي لا يألو زناد الأسى قدحا
وليس ذميماً عهد مجلس ناصح ... فأقبل في فرط الولوع به نصحا
كأنّي لم أشهد لدى عين شهدةٍ ... نزال عتابٍ كان آخره الفتحا
وقائع جانيها التجنّي فإن مشى ... سفير خضوعٍ بيننا أكّد الصّلحا
وأيّام وصلٍ بالعقيق اقتضيته ... فإن لم يكن ميعاده العيد فالفصحا
وآصال لهوٍ في مسنّاة مالكٍ ... معاطاة ندمانٍ إذا شئت أو سبحا
لدى راكدٍ تصبيك من صفحاته ... قوارير خضرٌ خلتها مرّدت صرحا
معاهد لذّاتٍ وأوطان صبوةٍ ... أجلت المعلّى في الأماني بها قدحا
ألا هل إلى الزهراء أوبة نازحٍ ... تقضّى تنائيها مدامعه نزحا
مقاصير [3] ملكٍ أشرقت جنباتها ... فخلنا العشايا الجون أثناءها صبحا
يمثّل قرطيها لي الوهم جمرةً ... فقبّتها فالكوكب الجون [4] فالسّطحا
؟ محلّ ارتياح يذكر الخلد طيبه ... إذا عزّ أن يصدى الفتى فيه أو يضحى [1] في الأصول: أعفاه. [2] انظر ديوان ابن زيدون: 158. [3] في الأصول: مقاصر. [4] القلائد: الرحب.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 628