نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 629
هناك الجمام الزّرق تندى حفافها ... ظلالٌ عهدت الدّهر فيها فتىً سمحا
تعوّضت [1] من شدو القيان خلالها ... صدى فلواتٍ قد أطار الكرى صبحا
ومن حملي الكأس المفدّى مديرها ... تقحّم أهوال حملت لها الرمحا
أجل إنّ ليلي فوق شاطئ بيطة [2] ... لأقصر من ليلي بآنة فالبطحا وهذه معاهد بني أمية قطعوا بها ليالي وأياماً، ظلّت فيها الحوادث عنهم نياماً، فهاموا بشرق العقاب، وشاموا به برقاً يبدو من نقاب، ونعموا بجوفيّ الرّصافة، وطعموا عيشاً تولى الدهر جلاءه وزفافه، وأبعدوا نصح الناصح، وحمدوا أنس مجلس ناصح، وعموا بالزهراء، وصمّوا عن نبإ صاحب الزوراء، حتى رحلهم الموت عنها وقوّضهم، وعوّضهم منها ما عوّضهم، فصاروا أحاديث وأنباء، ولم يتزودوا منها إلاّ حنوطاً وكباء، وغدت تلك المعاهد تصافحها أيدي الغير، وتناوحها نعبات الطير، وراحت بعد الزينة سدى، وأمست مسرحاً للبوم وملعباً للصّدى، يسمع للجنّ بها عزيف، ويصرع فيها البطل الباسل والنزيف، وكذا الدنيا أعمالها خراب، وآمالها [3] آلٌ وسراب، أهلكت أصحاب الأخدود، وأذهبت ما كان بمأرب من حيازات وحدود، انتهى.
وقال الفتح بعد كلام ما صورته [4] : ولما عضّته ناب الاعتقال، ورضّته تلك النّوب الثقال، وعوّض بخشانة العيش من اللين، وكابد قسوة خطبٍ لا تلين، وتذكّر عهد عيشه الرقيق، ومرحه بين الرّصافة والعقيق، وحنّ إلى سعد زرّت عليه جيوبه، واستهدى نسيم عيشٍ طاب له هبوبه، وتأسّى بمن [1] ط: تعرضت. [2] ق ك ج: نيطة؛ ط: ليطة. [3] ك ط: ومآلها. [4] القلائد: 77.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 629