responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 618
القلب فكرة، فتكلّم الحب على لساني، وبرّح الشوق بكتماني، والعفو مضمون لديك عند المقدرة، والصفح معلوم منك عند المعذرة؛ ثم بكت فكأن دمعها درٌّ تناثر من عقد، أو طلٌّ تساقط من ورد، وأنشدت:
أذنبت ذنباً عظيماً ... فكيف منه اعتذاري؟
والله قدّر هذا ... ولم يكن باختياري
والعفو أحسن شيء ... يكون عند اقتدار قال: فعند ذلك صرف المنصور وجه الغضب إليّ، وسلّ سيف السخط عليّ، فقلت: أيدك الله تعالى، إنّما كانت هفوةً جرها الفكر، وصبوة أيدها النظر، وليس للمرء إلاّ ما قدر له، لا ما اختاره وأمله. فأطرق المنصور قليلاً ثم عفا وصفح، وتجاوز عنّا وسمح، وخلّى سبيلي، فسكن وجيب قلبي وغليلي، ووهب الجارية لي فبتنا بأنعم ليلة وسجنها فيها للصباذيلة، فلما شمر الليل غدائره، وسل الصباح بواتره، وتجاوبت الأطيار بضروب الألحان، في أعالي الأغصان، انصرفت بالجارية إلى منزلي، وتكامل سروري.
[المأمون والجارية]
قال بعضهم: ذكرتني حكاية أبي المغيرة هذه حكاية قرأتها في النوادر [1] لأبي علي القالي البغدادي حذت في الظرف حذوها، وزهت في الإغراب زهوها، وهي ما أسنده عن منصور البرمكي أنّه كانت للرشيد جارية غلامية وكان المأمون يميل إليها، وهو إذ ذاك أمرد، فوقفت تصبّ على يد الرشيد من إبريق معها، والمأمون [جالس] خلف الرشيد، فأشار إليها [كأنّه] يقبّلها، فأنكرت ذلك بعينها، وأبطأت في الصب على قدر نظرها للمأمون وإشارتها إليه، فقال

[1] انظر القصة في أمالي القالي 1: 222 وما بين معقفين زيادة منه.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 618
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست