responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 619
الرشيد: ما هذا؟ ضعي الإبريق من يدك، ففعلت، فقال: والله لئن لم تصدقيني لأقتلنك، فقالت: يا سيّدي، أشار إليّ [عبد الله] كأنّه يقبلني، فأنكرت ذلك عليه، فالتفت إلى المأمون فنظر إليه كأنّه ميت لما داخله من الجزع والخجل، فرحمه وضمه إليه، وقال: يا عبد الله، أتحبّها؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: هي لك فاخل بها في تلك القبة، ففعل، ثم قال له: هل قلت في هذا الأمر شيئاً؟ فقال: نعم يا سيدي، ثم أنشد:
ظبيٌ كتبت بطرفي ... من الضمير إليه
قبلته من بعيدٍ ... فاعتلّ من شفتيه
وردّ أخبث ردّ ... بالكسر من حاجبيه
فما برحت مكاني ... حتى قدرت عليه وفي هذا المعنى يقول بعض البلغاء: اللحظ، يعرب عن اللفظ، وقال آخر: رب كناية تغني عن إيضاح، ورب لفظ يدل على ضمير، ونظمه الشاعر فقال:
جعلنا علامات المودّة بيننا ... دقائق لحظٍ هنّ أمضى من السّحر
فأعرف منها الوصل في لين لحظها ... وأعرف منها الهجر بالنظر الشزر وفي هذا قال بعض الحكماء: العين باب القلب، فما في القلب ظهر في العين، وقال الشاعر:
العين تبدي الذي في نفس صاحبها ... من المحبّة أو بغضٍ إذا كانا
فالعين تنطق والأفواه صامتة ... حتى ترى من ضمير القلب تبيانا

نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 619
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست