responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 617
الكاتب أبو المغيرة بن حزم قال: نادمت يوماً المنصور بن أبي عامر في منية السرور بالزاهرة ذات الحسن النضير، وهي جامعة بين روضة وغدير، فلما تضمخ النهار بزعفران العشيّ، ورفرف غراب الليل الدّجوجيّ، وأسبل الليل جنحه، وتقلّد السّماك رمحه، وهمّ النسر بالطيران، وعام في الأفق زورق الزّبر قان، أوقدنا مصابيح الراح، واشتملنا ملاء الارتياح، وللدّجن فوقنا رواق مضروب فغنتنا عند ذلك جارية تسمى أنس القلوب [1] :
قدم اللّيل عند سير النّهار ... وبد البدر مثل نصف سوار (2)
فكأنّ النّهار صفحة خدٍّ ... وكأنّ الظلام خطّ عذار
وكأنّ المؤوس جامد ماء ... وكأن المدام ذائب نار
نظري قد جنى عليّ ذنوباً ... كيف مما جنته عيناي اعتذاري؟
يا لقومي تعجّبوا من غزال ... جائر في محبتي وهو جاري
ليت لو كان لي إليه سبيلٌ ... فأقضّي من حبّه [3] أوطاري قال: فلمّا أكملت الغناء، أحسست بالمعنى، فقلت:
كيف كيف الوصول للأقمار ... بين سمر القنا وبيض الشّفار
لو علمنا بأن حبّك حقّ ... لطلبنا الحياة منك بثار
وإذا ما الكرام همّوا بشيء ... خاطروا بالنفوس في الأخطار قال: فعند ذلك بادر المنصور لحسامه، وغلظ في كلامه، وقال لها: قولي واصدقي إلى من تشيرين، بهذا الشوق والحنين؟ فقالت الجارية: إن كان الكذب أنجى، فالصدق أحرى وأولى، والله ما كانت إلاّ نظرة، ولّدت في

[1] زاد في ك: وقالت.
(2) ك: السوار.
[3] ك: من الهوى.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 617
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست