responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد نویسنده : الجزائري، محمد بن عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 58
ومنها: أن لا تثني سنبكها عند شرب الماء وقد مر ما اتفق لسليمان الباهلي مع عمرو بن معدي كرب، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لعمرو بن معدي كرب: كيف معرفتك بعراب الخيل؟ قال: معرفة الإنسان بنفسه وأهله وولده. فأمر بأفراس فعرضت عليه فقال: قدموا إليها الماء في التراس وهو وعاءٌ متسع قصير الجدر فمن شرب ولم يثن سنبكه فمن العراب ومن ثناه فليس منها.
ومنها: أن تكون كثيرة خفقان القلب ذكية حذرة. قال كعب بن مالك:
وكل طمرةٍ خفق حشاها ... تدف دفيف صفراء الجراد
الدف: الجري. وقال آخر:
ومكفت فضل سابغة دلاص ... على خيفانةٍ خفق حشاها
وقال آخر:
بشنجٍ موتر الأنساء ... جابي الضلوع طفق الأحشاء
وقال الأعشى:
كم فيهم من شطبة خفيقٍ ... وسابحٍ ذي ميعةٍ ضامر
الشطبة: الفرس الطويلة، ولا يوصف به الذكر.
وقال امرؤ القيس:
على الزيل جياش كأن اهتزامه ... إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
وقال عنترة العبسي:
ولي فرس يحكي الرياح إذا جرى ... لأبعد شأواً من بعيد مرام
يجيب إشارات الضمير حساسة ... ويغنيك عن صوتٍ له ولجام
وقال المتنبي:
وأدبها طول القتال فطرفه ... يشير إليها من بعيد فتفهم
تجاوبه فعلاً وما يعرف الوحى ... ويسمعها لحظاً وما يتكلم
وكان للمتنبي في أنطاكية مهر يسمى الطخرور فتعذر عليه المرعى لكثرة الثلج فقال:
ما للمروج الخضر والحدائق ... يشكو خلاها كثرة العوائق
أقام فيها الثلج كالمرافق ... يعقد فوق السن ريق الباصق
ثم مضى لا عاد من مفارق ... بقائد من ذوبه وسائق
كأنما الطخرور باغة آبقٍ ... يأكل من نبت قصير لاصق
كقشرك الحبر عن المهارق ... أروده منه بكالشوذانق
بمطلق اليمنى طويل الفائق ... عبل الشوى مقارب المرافق
رحب اللبان نائه الطرائق ... ذي منخر رحب وإطل لاحق
محجل نهدٍ كميتٍ زاهق ... شادخة غرته كالشارق
كأنها من لونه في بارق ... باقٍ على البوغاء والشقائق
والأبردين والهجير الماحق ... للفارس الراكض منه الواثق
خوف الجبان في فؤاد العاشق ... كأنه في ريد طودٍ شاهق
يشأى إلى المسمع صوت الناطق ... لو سابق الشمس من المشارق
جاء إلى الغرب مجيء السابق ... يترك في حجارة الأبارق
آثار قلع الحلي في المناطق ... مشياً وإن يعد فكالخنادق
لو أوردت غب سحاب صادق ... لأحسبت خوامس الأيانق
إذا اللجام جاءه لطارقٍ ... شحا له شحو الغراب الناعق
كأنما الجلد لعري الناهق ... منحدر عن سيتي جلاهق
بز المذاكي وهو في العقائق ... وزاد في الساق على النقانق
وزاد في الوقع على الصواعق ... وزاد في الأذن على الخرانق
وزاد في الحذر على العقاعق ... يميز الهزل من الحقائق
وينذر الركب بكل سارقٍ ... يريك خرقاً وهو عين الحاذق
يحك أنى شاء حك الباشق ... قوبل من آفقةٍ وآفق
بين عتاق الخيل والعتائق ... فعنقه يربي على البواسق
وحلقه يمكن فتر الخانق ... أعده للطعن في الفيالق
والضرب في الأوجه والمفارق ... والسير في ظل اللواء الخافق
يحملني والنصل ذو السفاسق ... يقطر في كمي على البنايق
لا ألحظ الدنيا بعيني وامق ... ولا أبالي قلة الموافق
أي كبت كل حاسد منافق ... أنت لنا وكلنا للخالق

نام کتاب : نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد نویسنده : الجزائري، محمد بن عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست