responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط    جلد : 1  صفحه : 119
صنعة بار مقتدر ... دام عليها فمهر
فجئن أمثال الاكر ... لم يختلفن في الصور
بصغر وللأكبر ... أشبه طين بحجر
يودعن أمثال السرر ... ثم يطرن كالشرر
إلى القلوب والثغر ... لما غدونا بسحر
والليل مسود الطرر ... تأخذ أرضا ونذر
فلاح صبح واشتهر ... جاءت صفوفا وزمر
سوابحا بيض الغرر ... يطلبن ما شاء القدر
روضا جديدا ونهر ... وهن يسألن النظر
ما عنده من أكبر ... فقام رام ما يندر
وتر قوسا وجسر ... إذا رعى الصيف انتثر
هزل عودا قد نخر ... فبين هاو ومنحدر
وسابح على خطر ... وذي جناح منكسر
فارتاح من حسن النظر ... ومسه جن الأشر
وقلن إذا حق القدر ... وجد رمي فانتشر
ما هكذا رمي البشر ... صار حصى الأرض مطر
وقال أبو الفرج عبد الواحد بن نصر الببغاء يصفها أيضاً:
وداية ترضع غير درها ... وقصاء يعليها انحناء ظهرها
مقلتها شاخصة في صدرها ... نجلاء لا تطرف هدب شفرها
طائرة مقيمة في وكرها ... باطشة لكن بغير ظفرها
اراؤها تصدرها عن فكرها ... مجيئة في أصلها وفجرها
بنت كعوب سبيت من خدرها ... فاقتصها الصانع بعد مهرها
بقطعها وبردها ونشرها ... حتى إذا سار خمول ذكرها
مثلت به كمال أمرها ... فلم يزل نيرته نيرها
تنعى إلى الطير امتداد عمرها ... كأنما البندق بعد حرها
جنودها صادرة من صدرها ... جيدت بسحب طميت بصخرها
كأنها تحت انسكاب قطرها ... أسرة لوط مطرت بصخرها
فلم تزل تغمرنا ببردها ... حتى اعترفنا كلنا بشكرها
أفعالها ناطقة بفخرها ... يعنو ملوك الطير خوف مكرها
من بازها في فكه وصقرها ... لا ينكر الجارح عظم قدرها
وقال أبو إسحاق الصابي:
ومرنان معبسة ضحوك ... مهذبة الطبائع والكيان
مغالبة وليس بها حراك ... وباطشية وليس لها يدان
لها في الجارح النسب المعلى ... وإن هي خالفته في المعاني
تطير مع البزاة بلا جناح ... فتسبقها إلى مصب الرهان
وتدرك ما تشاء بغير رجل ... ولا باع يطول ولا بنان
وتلحظ ما تشاء بكل الطرف عنه ... بلا نظر صحيح ولا عيان
لها عضوان من عصب وعظم ... وسائر جسمها من خيزران
يخاطب في الهواء الطير منها ... بلفظ ليس يصدر عن لسان
فإن لم تضع أردتها بطعن ... ينوب الطين فيه عن سنان
مقرطقة ممنطقة خلوب ... مهفهفة مخففة الجران
مذكرة مؤنثة تهادى ... من الأصباغ في حلل القيان
معمرة تزايد كل يوم ... شبيبها على مر الزمان
كأن الله ضمنها فباتت ... لنا في الرزق عن أوفى ضمان
أعز علي العيون من المآقي ... وأحلى في النفوس من الأماني
إذا ما استوطنت يوما مكانا ... تولى الجدب عن ذاك المكان
وقال أبو الفتح كشاجم يصفها:
وثيقة مدمجة الأوصال ... محنية عوجاء كالهلال
تعود إن شئت إلى اعتدال ... باطنها لعاقل الاوعال
والظهر منها لقنا الأبطال ... يجعها أسمر ذو اعتدال
في وسطه من صنعة المحتال ... مثال عين غير ذي احولال
تغذى بصدفات من الصلصال ... أمضى من السهام والنبال
قذى في أعين الآمال ... فاقعة الصفرة كالجريال
رخيصة تغنم كل غال ... يؤمن منها وثبة الكلال
تعول في الجدب وفي الأحمال ... وقد يكون الصقر كالعيال
مطيها عواتق الرجال ... في غلف ممدوة طوال
كم افضلت على ذوي الافال ... وكم أنالت من أخي نوال
وقربت للطير من آجال
وقال أيضا فيها من أبيات طردية:
وفي يساري من الخطي محكمة ... متى طلبت بها أدركت مطلوبي
للوعل باطن شطريها ومعظمها ... من عود شجراء صماء الانبيب
تأنق القين في تزينها فغدت ... تومي بأحسن تفضيض وتذهيب
في وسطها مقلة منها تبين ما ... ترمي فما مقتل عنها بمحجوب
فقمت والطير قد هم الحمام له ... على سبيلي في عادي وتجويبي

نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست