responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 459
لقد سر هذا النصر قبرًا بطيبة ... وبيتًا ثوى عند الحطيم وزمزم
وهذا مدح ينكره الواقع فلم يقم عبد الحميد عن كل مسلم بالإسلام، بل هو الذي طوح بالإسلام حتى عرفت تركيا في عهده بالرجل المريض، ونهب الأعداء ولايات عديدة من تركيا مثل طرابلس وتراقيا وغيرهما، وإذا كان عبد الحميد وجنده قد انتصروا في بعض المواقع، فإن العاقبة كانت وخيمة، ويقول في مدح عبد الحميد كذلك:
له في الأعادي حملة يعرفونها ... وأكبر منها حملة في التكرم
عطايا تظناها لإعظام قدرها ... أماني نفس أو رؤى من مهوم
أياديه أبدت خافي الشعر للورى ... وكان مجنًا مثل سر مكتم
كذلك زهر الروض يبدو من الثرى ... إذا ما سقاه مسجم بعد مسجم
والمدح بالشجاعة والكرم -وهما أعظم خلتين لدى العرب- قديم جدًّا في الشعر العربي، وقد أفتن الشعراء في توليد المعاني منهما، ولم يدعوا مجالًا لقائل، ومن قوله يصف جيوش عبد الحميد:
أسأل جفاج الأرض بالجند يلتوي ... كأغدرة الوديان في كل مخرم
وقد نظر في هذا البيت إلى قول الشاعر: "وسألت بأعناق المطي الأباطح"
يموج بها الماذي في رونق الضحى ... كما ماج لج بين أرجاء عيلم
فمن كل مغوار ترى الروم دونه ... طرائد وحش بين أظفار قشعم
ومن كل ذيال كأن هويه ... هوى شهاب أو عقاقب محوم
ومن كل حصداء دلاص كأنها ... على عاتق الأجناد بردة أرقم
فهو يشبه الجيش في الضحى بالأمواج المتدفقة في بحر كبير، ويشبه التركي الشجاع بالنسر الذي يطارد وحشًا، ويصف الفرسان بأن هويها كالشهاب أو العقاب، ويصف الدروع الواسعة السابغة بأنها على أكتاف الجنود كأثواب الثعابين في نمنمتها ونقشها، وهذا كلها أسلحة قديمة، وأوصاف مطروقة من قبل، ويطول بنا الحديث لو تعقبناه عرفنا مآخذه، ومن وصفه للمدفع قوله:

نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست