responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 460
ومن منجنيق يستطير شواظه ... بفوهة فيه كباب جهنم
عليه دخان يقطر الجمر بينه ... كأسود دجن بالصواعق يرتمي
وقد سمى المدفع منجنيقًا لأن العرب كانت تعرفه، ولم تعرف المدفع، وشتان بينهما، وفي مدحه لعباس تراه يبتدي بذلك النسيب الذي أشرنا إليه ثم يعرج على وصف السفينة التي أقلته إلى مصر، وقد عدل عن وصف الناقة التي كانت توصل الشاعر إلى الممدوح وتشق به الصحارى إلى السفينة التي أوصلته إلى مصر وشقت به عباب البحر، وقد وصف عباسًا بالحلم في حزم، وإنجاز الوعد، والكرم، وبأنه حسام في يد الإسلام وبأنه كالنجم الثاقب في الرأي، ثم انتقل إلى مدح الأسرة العلوية مشيدًا بفتوحهم وبلائهم في خدمة مصر، ومن قوله يصف السفينة والبحر:
أخوض عبابًا فوق فلك تظنها ... على سروات الماء قصرًا مشيدًا1
تهادي به مثل العقاب، وتارة ... ترقى من الأمواج صرحًا ممردا
وترزم حينًا فيه حتى كأنها ... تجوز على العلات حزنًا وقرددًا2
خضارة مرآة السماء فلم تزل ... ترى وجهها فيها وإن بعد المدى3
فإن أشرفت فيه الغزالة خلتها كعين ... بجوف البحر تقذف عسجدا
وإن لاح تحت الماء بدر رأيته ... كماوية يعلو على متنها الصدا
وربما خلت النجوم عشية ... لآلئ في قاعيه مثنى ومفردا
كأنا وقد جزنا لمصر فرنجه حنيف ... تخطى من ضلال إلى هدى
تؤم بها العباس في دست ملكه ... كما أم سفار على الجهد موردا
وهنا ترى البكري يلجأ إلى القديم تارة، ويجدد في صوفه أخرى، فإرزام السفينة من إرزام الناقة وهذا قديم، كما أن تشبيه هويها بهوى العقاب قديم

1 السروات: جمع سراة وهي من الطريق أعلاه ومتنه.
2 إرزام الناقة: صوتها حين التعب، ويريد هنا أن السفينة تتعثر في الموج، والعلات: الحالات المختلفة وجرى على علاته أي على كل حال، والحزن: ما غلظ من الأرض، والقرددا: الأرض الغليظة المرتفعة.
3 خضار: علم البحر.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 460
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست