responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 458
أم أبرق العلمين أم ... سفح اللوى تتذكر1
أم تام قلبك جؤذر ... أحوى المدامع أحور2
فما زال ينظر إلى ديار مية، وأبرق العلمين، وسفح اللوى، ولا زالت المرأة عنده جؤذرًا.
وفيما عدا هذه الابتداءات لا ترى للبكري غزلًا أو تشبيهًا في المرأة، وتزمتًا منه، وحرصًا على مكانته في المجتمع، وهو الحسيب النسيب، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية.
وإذا انتقلنا إلى غرض آخر من أغراض الشعر وهو المديح، وجدنا أن البكري ربا بنفسه أن يمدح إلا الملوك على حد قول النابغة:
وكنت امرءًا لا أمدح الدهر سوقة ... فلست على خير أتاك بحاسد
وقد انحصر مديحه في أمير المؤمنين "عبد الحميد" وقد علمت كيف احتفى به، وأغدق عليه من الأوسمة والرتب ما ألهج لسانة بالثناء المستطاب، وفي عباس وهو أمير البلاد، وهو الذي ولاه مشيخة الطرق الصوفية، وإن كان قد نفس عليه مكانته من الخليفة، وجفاه، بل اشترك في المؤامرة التي حيكت لاتهامه بالجنون.
وله في عبد الحميد قصيدة واحدة أثنى فيها على بلاء جيوشه في محاربة أعداء الدين، وعرج على وصف بعض الملوك، وأثنى فيها على كرمه وجوده حتى انطلق الشعراء بمدحه، وهو في وصف المعارك يخلط الجديد بالقديم، فيصف عدة السلاح التي عرفها العرب من السيف والرمح والدرع، ويصف المدفع وقصفه وحصده للنفوس. وهو يتوخى غريب اللفظ كعادته ويلجأ إلى محفوظه من التشبيهات العربية القديمة، وهاك بعض ما قاله في تلك القصيدة:
أما ويمين الله حلفة مقسم ... لقد قمت بالإسلام عن كل مسلم
فلولاك بعد الله أمست دياره ... بأيدي الأعادي مثل نهب مقسم

1 الأبرق: ج برق وهو المكان الذي اجتمعت فيه الحجارة والرمل والطين، والعلمان: مثنى علم وهو الجبل: أبرق العلمين: مكان بعينه. واللوى: ما استرق من الرمل، وسفح اللوى: مكان بعينه.
2 الجؤذر: ولد البقرة الوحشية وتشبه به الحسان لجمال عينيه؛ والأحوى: من به لون الحوة وهي سواد إلى الخضرة، والأحور: من اشتد بياض عينيه وسواد سوادهما.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 458
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست