responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 402
ولقد تغنى في شعره كثيرًا بأنه كريم النفس، والقلب واليد:
ولي همامة نفس بالعلا كلفت ... قدمًا وقلب بأهل الفضل محلال
يهوى الكرام وما غير الكرام له ... من البرية أخذان وأمثال
أما كرم اليد فقد أفصح عنه بقوله:
حبب الفاقة لي أني فتى ... يجمع الحمد ويفنى النشبا
أما كرم القلب والحلم وامتلاك أزمة النفس حين يجتاحها الغضب فقد قال عن نفسه:
إن الكريم إذا ما اهتاجه غضب ... لم يلوه عن طريق الحكمة الغضب
ومن شأن هذه البدوي العربي، ولو كان في بيئة متحضرة يكثر فيها النفاق، وحب المنفعة الخالصة؟ وإيثارها على المثل العليا، أن يتمسك بالأصول الخلقية العربية النبيلة، إذا قواها في نفسه دين متين وعلم غزير، ونشأة في أحضان البادية منذ الصغر، وتطلب لفضائلها في كتب الأدب عند الكبر، من شأن هذا البدوي أن يكون وفيًّا لأصدقائه، عفيفًا في هواه، لا يعرف الصغائر والدنايا. أما وفاؤه فقد تمثل في ديوانه أتم تمثيل، استمع إليه يقول لصديق له:
وكلما اشتد بي حال ذكرتك في ... سر فيفرج عن ذلك الحال
يا روح روحي وريحاني إذا صرمت ... حبلى من الناس والأيام آمال
خفض عليك فودى ليس يخلقه ... كر الجديدين أو في الناس أو مالوا
إن الوفاء شيمة العربي، وقد زاده قوة في نفسه دينه الكريم:
الله في الود والقربى فإن لها ... حقًّا على الناس جاءتنا به الكتب
وترى هذا الوفاء في توديعه لأصدقائه وخلصائه الذين اصطفاهم لنفسه، ووافقت طباعهم طبعه، في مواساتهم إن ألم بهم خطب، وفي تهنئتهم إن ابتسمت لهم الحياة ببعض زخارفها وفي رثائهم إن أودوا واختارهم الله لجواره.

نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست