responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 401
وحري بنا قبل أن نتعرف إلى الأغراض التي اتجه إليها شعره، أن نلقي نظرة عابرة على خلقه.
كان عبد المطلب كما ذكرت بدوي الطباع، ومن شأن الطبع البدوي الجد والصرامة في الحق ومقاومة العسف.
والقوة الهوجاء يمحقها ... حق قضى في أهله الغلبا
وهو في هذه المقاومة، وهذا الجد لا يعرف اللين، أو الهزيمة أو النكوص عن غايته:
أفتطمعون بأن تلين قناتنا ... لين الأبي على الشدائد عاب
ومن شيمة الأبي الكريم ألا يتضجر أو يشكو إذا آده الحمل، وآذاه الجهاد:
ليس من بشيمة مثلي أنه ... يشتكي البؤس ويخشى النوبا
ويقول:
أأشمت حسادي فأشكو وإنني ... أراه على الأحرار غير حلال
بل يتجمل بالصبر، قوى العزم، مبرم الإدار، لا يفل له غرب، أو تهن له نفس
سأصبر للأيام حتى أردها ... بصبري لما أرجوه منها حبائلا
وأهمل فيها عزمة عربية تقوت ... العوالي إن مضت والعواملا
ورجل من هذا شأنه في خلقه لا شك يتخلف في الحياة عن كثير من نظرائه الذين لا يثبتون في سبيل الحق وإعلاء كلمته مثلما يثبت، ولا يتمسكون بإبائهم وكرامتهم، وعزة نفوسهم ويضعونها في المنزلة الأولى مثلما يضع نفسه، وقد قال في هذا معبرًا عن ذلك النقص الاجتماعي:
وإني سلبت قدري حقوقًا من العلا ... تحلى بها غير وأصبحت عاطلا
فمن قبل كم عادت كريمًا وأنكرت ... حقوقًا له في أهلها وفواضلا

نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست