نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 2 صفحه : 129
وهذا كلام ظاهره أن شوقي يرفض المشروع، فلا يصح أن يوجد خلاف بين المصريين حول الرق والاستقلال، فالاستقلال واضح، والرق واضح، ولكنه يقول بعد ذلك مؤيدًا المشروع على أنه خطوة إلى الأمام، والطفرة محال، ولا سيما ونحن عزل من السلاح.
لا تستقلوه فما دهركم ... بحاتم الجود ولا كعبه2
نسمع بالحق ولا نطلع ... على قنا الحق ولا قضبه
ينال باللين الفتى بعض ما ... يعجز بالشدة عن غصبه
قد أسقط الطفرة في ملكه ... من ليس بالعاجز عن قلبه
وقد لامه كثيرون على قصيدته تلك، مع أنه معذور، إذ إن ساسة الأمة كانوا غامضين وقد وجد فيها شوقي بارقة أمل، ونرى شوقي بعد ذلك يقول في تصريح 28 من فبراير سنة 1922، والذي اعترفت فيه إنجلترا باستقلال مصر مقيدًا بقيود أربعة، ومنحتها الدستور، معتقدًا كذلك أنه خطوة إلى الأمام، وأن مصر لم تنل كل أمانيها، وأن الجهاد لم يزل أمامها طويل، ولكن الغاية قد قربت.
لا ريب أن خطى الآمال واسعة ... وأن ليل سراها صبحه اقتربا
وأن في راحتي مصر وصاحبها ... عهدًا وعقدًا بحق كان مغتصبًا
تمهدت عقبات غير هينة ... تلقى ركاب السرى من مثلها نصبا
أقبلت عقبات لا يذللنا ... في مواقف الفصل إلا الشعب منتخبًا
وفيها يقول:
قالوا: الحماية زالت قلت لا عجب ... بل كان باطلها فيكم هو العجبا
رأس الحماية مقطوع فلا عدمت ... كنانة الله حزمًا يقطع الدنيا
كان شوقي ينظر في ميدان السياسية المصرية نظرات عامة، ويستقرئ العظات والعبر ولم يدع حادثة تمر من غير أن يدلي فيها برأيه، بعيدًا عن الحزبية التي صدعت وحدة الأمة، ومزقت شملها، ومكنت للعدو أن يستعيد بعض سيطرته، ولذلك وجه إلى الزعماء في ذكرى مصطفى كامل سنة 1925 هذه
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 2 صفحه : 129