نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 83
الشخصية، وستتيح له كتابتها تصوير بين ذوي الطموح في المجالات المختلفة.
وأم ما يلحظه الكاتب في السيرة، النمو والتطور والتغير في الشخصية، مع مراحل التقدم في السن، ولذلك كان من المحتوم عليه أن يتتبع التدريج التاريخي، وأن يلحظ بدقة تأثير الأحداث في الخارج والداخل على نفسية صاحبها؛ فليس أبو حيان التوحيدي الذي كان يطوف البلاد على قدميه في زي صوفي، هو نفسه الذي كان يطوف بين مجالس الفلسفة ببغداد، وليس ابن تومرت الفتى المغربي المغترب، هو نفس ابن تومرت بعد أن لقي الغزالي وتخرج في المدرسة النظامية. وهناك فرق واسع بين المعتمد بن عباد في اشبيلية، والمعتمد في اغمات، ومن واجب الكاتب أن ينمي عند القارئ مقدار الشعور بهذا الفرق، في طريقة إيحائية لبقة بارعة.
وإذا كان كاتب السيرة غير محتاج إلى قوة كبيرة من الخيال الخالق، فانه لا يستطيع الاستغناء عن الإطلاع الواسع؛ فكل رواية، وأحياناً كل مكلمة، لها قيمة في إنماء تصوره، وفي تجلية السيرة التي يريد أن يكتبها. فمما يفيده حقاً أن يعرف من طريقة الحسن البصري في الجواب، ابتداءه حديثه في الرد بكلمة " ويحك ... " أو أن يسمع أبا حيان التوحيدي يقول عن نفسه: " قدمت مضيرة على مائدة الصاحب فأمعنت فيها " فإن كلمة " أمعنت " هذه تنقل له صورة، ربما لم تسعفه على تكوينها صفحات
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 83