نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 107
وخارجها؛ ومن ثم قد تجيء السيرة الذاتية صورة للاندفاع المتحمس والتراجع أمام عقبات الحياة، وقد تكون تفسيراً للحياة نفسها، وقد يميل فيها الكاتب إلى رسم الحركة الداخلية لحياته، مغفلاً الاهتزازات الخارجية فيها إهمالاً جزئياً، وقد تكون مجرد تذكر اعترافي موجه إلى قارئ متعاطف مع الكاتب، وقد تمتزج هذه العناصر على أنصباء متفاوتة. فإذا كان الشخص الذي يترجم لنفسه ذا منزلة خاصة في المجتمع، وكان يرمي إلى إنشاء هذا التعاطف بينه وبين القارئ، وأقام سيرته في بناء فني، لم يغفل فيه قيمة الأسلوب وتأثيره، وكان ماهراً في الربط بين الصورة الداخلية لحياته ومنعكساتها في الخارج، فهنالك تتم سيرة ذاتية مكتملة، وليس ثمة من سبب يحول دون تلقيها بالقبول؛ أما إذا اقتصر الكاتب على تدوين مذكراته أو يومياته، أو وجه سيرته لتصوير أحداث أكثر من تصوير " ذات "، فإن عمله يلتقي مفهوم السيرة الذاتية وليس هو.
والغاية الأولى التي تحققها السيرة الذاتية هي الغاية المزدوجة التي يؤديها كل عمل فني صحيح، أعني تخفيف العبء على الكاتب بنقل التجربة إلى الآخرين، ودعوتهم إلى المشاركة فيها؛ فهي متنفس طلق للفنان، يقص فيها قصة حياة جديرة بأن تستعاد وتقرأ، وتوضح موقف الفرد من المجتمع، كما تمنحه الفرصة لإبراز مقدرة فنية قصصية إلى حد كبير، وتريحه نفسياً لأنها
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 107