نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 106
بها علي رأي سلامه موسى، فإن أحداً لا يخطر له أن يقرأها إلا إن كان يكتب في تاريخ السيرة الذاتية، وهي أشبه بمذكرات الرحالة، مع مجموعة من الملاحظ السطحية عن بعض الشخصيات والمشاهدات، ولها في هذا المجال وفي شيء من روح السخرية، متعة لا بأس بها، ولكن لا صاحبها ولا الأحداث المتصلة بحياته، ولا الشخصيات التي ينقلها، ولا طريقته في التعبير عنها، مما يهم المجتمع الذي كتبت له، لأن هذه كلها تعيش على هامش ضيق من الحياة والأدب. وقد كتبت تحت شعور خاطئ بأن أي شيء من الذكريات يكتبه صاحبه فإنه يفيد في إثارة العبرة، وإن كتابة السيرة الذاتية بدعة في الأدب العربي، وهو تعميم له شطر من الصواب، ولكنه خاطئ في جملته.
ومن اجل هذا أرى أن حظ السيرة الذاتية من البقاء منوط بحظ صاحبها نفسه من عمق الصراع الداخلي أو شدة الصراع الخارجي، وإنه قد تجري حياة فرد عظيم من الناس جريان الماء الرقراق على أرض من الحصباء، ولكن عظمته في مكانه من التاريخ تجعل لسيرته الذاتية قيمة وذيوعاً، سواء أكانت تلك العظمة في دنيا الأعمال أم الأفكار. ولابد لها كي تكتب من أن يتجسد فيها الماضي بخيره وشره، لا على شكل ذكريات متقطعة، ولا على شكل صور خارجية شاهدها الكاتب في الناس والأشياء، بل على أساس من التطور الذاتي في داخل النفس
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 106