نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 105
يرفعه عن درجة المتوسط العادي والمنحط الشاذ؛ إن سلامه موسى في سبرته أراد أن يقرر كيف كان شخصه ذات طوابع مفارقة للكثير من مواضعات عصره، وهذا أمر يحسن بالكاتب أن يجعله مستنتجاً من سيرته جملة، لا أن يفرضه على القارئ فرضاً؛ إذ التقرير المحض في هذه الأمور لا يثبت حقيقة ولا ينقصها؛ وسلامه موسى قد يكون سابقاً لعصره في نظر نفسه فقط، ولكنه عاجز عن أن يجعلنا نؤمن بهذا الذي يدعيه مما كتبه في سيرته؟ والقليل من تلك السيرة هو الذي يستدعي منك أن تقرأه، قراءتك لتجربة ذاتية ذات حدود واضحة بين ولادتها واكتمالها، أما أكثر صفحاته فإنه عرض لجوانب تاريخية ومقالات في بعض الموضوعات، ولذلك تراه يستطرد فيه فيترك الحديث عن تجاربه، ليحدثك عن التاريخ والأحداث والآراء التي سمعها أو قرأها، ولولا شعوره بإنه ذو نظرة خاصة إلى الكون والناس، لما كتب سيرته، ولما استحق ما يقرأ منها باسم السيرة الذاتية، فإنها ادخل في باب التاريخ، وأقرب إلى طبيعة التقريرات العلمية.
وسيرة أخرى؟ صاحبها أدنى حظاً من سلامه موسى من حيث صلته بالحياة الأدبية في عصرهن لم تنل شيئاً؟ إلا قليلاً من الذيوع والإقبال، هي " سيرة حياتي "؟ كتبها توفيق فضل الله ضعون، وهو لبناني قضى جانباً كبيراً من حياته متنقلاً بين مصر والسودان وغيرهما، وهي من خير الأمثلة التي يرد
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 105