موضوعاته الإنسانية المتعددة من وصف وتعبير عن المشاعر والأحاسيس التي تتطلب نوعًا معينًا من الإلقاء يتمشى مع طبيعة المعنى وطبيعة الموسيقى اللفظية.
واستعمال كلمة الإنشاد نراها واضحة في كتب القدماء وبعض المحدثين؛ للتعبير عن إلقاء في الشعر بكافة أنواعه، وأصبحت دليلا على ذلك.
ولكن حين تنظر إلى مدلول كلمة: نشيد، وتطورها فسنجد أن المنشد من يؤدي الشعر بتلحين وحسن إيقاع، والنشيد: الصوت ورفعه مع تلحين، والأنشودة: قطعة من الشعر أو الزجل في موضوع حماس وطني، تنشده جماعة من المنشدين أو القوم في إيقاع واحد، والجمع: أناشيد[1].
وإن كان الإنشاد للشعر قد يصحبه تلحين وحسن إيقاع، إلا أننا لابد أن نفرق بين الإنشاد والغناء.
والإنشاد غير الغناء، فلم يكن الغناء من عمل الشاعر ولا مما يقوم به الشاعر، وكان الشاعر يأنف أن يجلس مجلس المغنى وإنما كان يترك ذلك للجواري والقيان المغنيين.
واستمر استقلال الإنشاد عن الغناء في العصور الإسلامية، فالشعراء ينشدون والمغنون يغنون، ويكفي أن ننظر إلى كتاب: الأغاني، لأبي فرج الأصفهاني، وما جاء فيه؛ لندرك الفصل بين صنعة الشعر وإنشاده، وبين غنائه على أحد الأصوات أو الألحان المعروفة، فقد روى صاحب الأغاني المقطوعة الشعرية وكيف كان لها طريقتان في غنائها، وتنسب كل طريقة إلى مغنٍ يقوم بأدائها[2]. [1] المعجم الوسيط: لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، ص: 921. [2] الأغاني: ج: 1، ص: 26.