فمرحلة تعلم الطفل للغة مرحلة دقيقة ينبغي العناية فيها بالنطق السليم، فالطفل يقابل صعوبات عند نطقه ببعض الكلمات فينطق بعضها نطقًا خاطئًا، لعدم إدراكه الكُلي للأصوات المتشابهة وخاصة القريبة في المخرج، أو نتيجة ضعف جهاز النطق أو عدم نضجه عند الطفل.
والعيب أن يغفل الأبوان محاولة تصحيح هذا الخطأ، بل الخطأ كل الخطأ أن يُسَرَّ بعضهم من ذلك، ويحاول نطق الخطأ معه، والسلوك الطبيعي ألا يقلد الكبير الطفل الصغير في أداء مقاطعه، بل ينبغي أن ينطق أمامه نطقًا سليمًا، ويتابع ذلك حتى تتأكد الكلمة في سمع الطفل وفي وعيه وفق النطق السليم [1].
فإن عيوبًا نطقيه لدى الكبار قد تنشأ معهم منذ كانوا أطفالا حتى أصبحت أمراضًا كلامية، وقد تدفعهم إلى عدم مواجهة الناس مخافة التندر من نطقه، فبعض الطلاب الجامعيين ينطقون الجيم دالا فينطق كلمة مجرم: مدرم، وبعضهم ينطق القاف ألفًا، والراء نونًا.
ولا شك أن محاولة تصحيح هذه الأخطاء أمر ضروري يأتي ثمره بالمتابعة، والحديث لصوت مسموع يعين على صحة القول، كما أن التوجيه إلى النطق السليم له أثره، وكذلك دقة الملاحظة لما ينطقون به وإدراكهم ذلك عبر تسجيل أصواتهم، وكثرة قراءة القرآن الكريم وسماعه تعين على تصحيح النطق، فالسماع الجيد يؤدي إلى النطق الجيد. [1] انظر في علم اللغة، ص: 85.
2 وأمراض الكلام: للدكتور مصطفى فهمي، ص: 22، وما بعدها.