للرديء من كل شيء، والفناء والثناء لفناء الدار، والفوم والثوم، وأورد قراءة ابن مسعود: وثومها وعدسها، واللغام واللثام لغطاء الوجه، وغير ذلك وقد حدث مثل ذلك تمامًا في اللغات المختلفة.
كما عقد القالي فصلا آخر للكلمات التي تتعاقب فيها الميم والباء مثل: قحمة وقحبة للمرأة العجوز، وأصابتنا أزمة وأزبة، وكمحته وكبحته، إذا جذبت عنانه ومهلا وبهلا.
وغير ذلك وقد ذكر أمثلة كثيرة من هذا القبيل ونحوه كل من ابن السِّكِّت في كتابه: القلب والإبدال، وأبي الطيب اللغوي في كتابه الضخم في الإبدال.
وقد عاب القدماء من اللغويين العرب هذه الأمثلة وما شابهها من المترادفات وهي في الواقع ليست من الترادف بمعناه الحديث في شيء، بل نشأت من الأخطاء السمعية لشدة تقارب هذه الأصوات وعدم وضوح الفرق بينها في السمع تمامًا [1].
تعلم الطفل اللغة:
وقد تنشأ الأخطاء السمعية نتيجة لتعلم الطفل اللغة، فنمو الطفل كما أوضح: حسبرسن، يمر بمراحل في تعلمه للكلام، هي مرحلة الصياح التي يستهل بها حياته، ثم تأتي مرحلة: البأبأة، ثم مرحلة اللغة العربية؛ وهي الفترة التي يتهيأ فيها الطفل للتقليد لمن حوله من كلمات وإشارات. [1] راجع التطور اللغوي: للدكتور رمضان عبد التواب، ص: 109.
وانظر كتاب: في اللهجات العربية: د. إبراهيم أنيس، ص: 166.