نام کتاب : فرحة الأديب نویسنده : الأسود الغندجاني جلد : 1 صفحه : 37
رأى من رفيقيه جفاء وفاته ... بفرقتها المستعجلات الخوانف
فقالا تعرفها المنازل من منى ... وما كل من وافى منى أنا عارف
وتعرفها معناه أنشدها، وتفسير ابن السيرافي البيت يتوه الإنسان، فيتوهم أن قوله " أنا عاف " يعبر به مزاحم عن نفسه، وإنما ذكر ذلك حكايةً عمن أضل بعيره، وقد مر ذكره في البيت الأول من هذه الأبيات الثلاثة، فاعرفه.
قال ابن السيرافي قال الجعدي
ماذا رأيت السيلحين وبارقاً ... أغنين عن حجر بن أم قتال
ملك الخورنق والسدير ودانها ... ما بين حمير أهلها وأوال
قال: المعنى أنه ما أغنى عن حجرٍ هذا الملك، ولا دفع عنه الموت ما ملك وجمع. في كلام يشبه هذا.
قال س: هذا موضع المثل: جاء بخصيي دكين ما جاء ابن السيرافي ها هنا بشيء فيه خير، وذلك أنه غير لفظ البيت وأفسد. والصواب:
أغنين عن عمروٍ وأم قتال
يعني عمرو بن هند الملك، وأم قتال امرأته.
قال ابن السيرافي قال جرير
أعبداً حل في شعبى غريباً ... ألؤماً لا أبالك واغترابا
يهجو جرير بهذا الشعر العباس ين يزيد الكندي. وشعبى وادٍ أو موضع.
قال س: هذا موضع المثل: لا يشهد الحلبة إلا معرب كل من لا يعرف أسامي المنازل محققةً - كما ذكرت لك قبل هذا - يزل عن مثل هذا المقام الدحض، وذاك أن ابن السيرافي لم يذكر سبب قول جرير للعباس بن يزيد:
أعبداً حل في شعبى غريباً
لم جعله هجاء، وأي عيب في حلوله شعبى. وإنما عيره في أنه حليف لبني فزارة، وشعبى من بلادهم، وهو كندي غريب الدار منهم. والحليف عند العرب عار، ومنه قول لقيط بن زرارة:
ألا من رأى العبدين إذ ذكرا له ... عديٌّ وتيمٌ تبتغي من تحالف
قال ابن السيرافي قال المرار الفقعسي
سل الهموم بكل معطي رأسه ... ناجٍ مخالط صهبةٍ متعيس
قال: المتعيس: الذي يضرب إلى البياض.
قال س: الصواب:
مخالط صهبةٍ وتعيس
أي خلط الصهبة بالتعيس فعطف المصدر على المصدر.
قال ابن السيرافي قال حصين بن يزيد الحارثي
أكل عامٍ نعمٌ تحوونه
يلقحه قومٌ وتنتجونه
قال س: قائل هذا البيت رجل من بني ضبة قاله يوم الكلاب الثاني
قال ابن السيرافي قال ذو الرمة
فانم القتود على عيرانةٍ أجد ... مهريةٍ مخطتها غرسها العيد
نظارةٍ حين تعلو الشمس راكبها ... طرحاً بعيني لياحٍ فيه تحديد
قال: العيد قبيلة من مهرة.
قال س: جاء العيد، في الشعر ضرورة، فظن ابن السيرافي أنه تحقيق، لغباوته بعلم النسب. وإنما هو: العيدي بن الندغي بن مهرة بن حيدان. وقال الراعي:
من العيدي يحملني ورحلي
قال ابن السيرافي قال طفيل الغنوي
تظل مداريها عوازب وسطه ... إذا أرسلته أو كذا غير مرسل
إذا هي لم تستك بعود أراكةٍتنخل فاستاكت به عود إسحل
قال س: هذا موضع المثل:
أيهات بين اللؤم بونٌ والكرم
أبعد مما بين بصرى والحرم
بين البيتين أبيات كثيرة لم يذكرها ابن السيرافي فينتسب نظامها. والبيت الأول من البيتين في صدره اضطراب، وصوابه ونظام الأبيات:
تضل المدارى في ضفائرها العلا ... إذ أرسلت أو هكذا غير مرسل
كأن الرعاث والسلوس تصلصلت ... على خششاوي جأبه القرن مغزل
أملت شهور الصيف بين إقامةٍ ... ذلولاً لها الوادي ورملٍ مسهل
بأبطح تلفيها فويق فراشها ... ثقال الضحى لم تنتطق عن تفضل
يغني الحمام فوقها كل شارقٍ ... غناء السكارى في عريشٍ مظلل
إذا وردت يسقي بحسيٍ رعاؤها ... قصير الرشاء قعره غير محبل
يزين مراد العين ما بين جيبها ... ولباتها أجواز جزعٍ مفصل
كجمر غضاً هبت له وهو ثاقببمروحة لم تستتر ريح شمأل
ووحفٌ يغادى بالدهان كأنه ... مديدٌ غذاه السيل من نبت عنصل
إذا هي لم تستك بعود أراكةٍتنخل فاستاكت به عود إسحل
فانظر الآن كم بين البيتين - هلى ما أورده ابن السيرافي.
نام کتاب : فرحة الأديب نویسنده : الأسود الغندجاني جلد : 1 صفحه : 37