نكبه الدهر فأجبره»
؛ قال: نحن أحقّ بهما منك؛ قال: إن أحقّ بهما منك من سبقك إليهما.
وقال اعرابيّ: [طويل]
وما هذه الأيام إلّا معارة ... فما استطعت من معروفها فتزوّد «2»
فإنك لا تدري بأيّة بلدة ... تموت ولا ما يحدث الله في غد
يقولون لا تبعد، ومن يك بعده ... ذراعين من قرب الأحبّة يبعد
وقال آخر: [سريع]
إن كنت لا تبذل أو تسأل ... أفسدت ما تعطي بما تفعل
قال بعضهم: مضى لنا سلف أهل تواصل، اعتقدوا مننا، واتّخذوا أيادي ذخيرة لمن بعدهم: كانوا يرون اصطناع المعروف عليهم فرضا، وإظهار البرّ حقّا واجبا، ثم حال الزمان بنشء اتخذوا مننهم صناعة، وبرّهم مرابحة، وأياديهم تجارة واصطناع المعروف مقارضة كنقد السّوق خذ منّي وهات.
قال العتبيّ: وقع ميراث بين ناس من آل أبي سفيان وبني مروان، فتشاحّوا «3» فيه، فلما انصرفوا أقبل عمرو بن عتبة على ولده، فقال لهم: إن لقريش درجا تزلق «4» عنها أقدام الرجال، وأفعالا تخشع لها رقاب الأموال، وألسنا تكل معها الشّفار «5» المشحوذة، وغايات تقصر عنها الجياد المنسوبة؛