ومثله قوله أيضا: [رمل]
زاد معروفك عظما ... أنّه عندك محقور صغير
تتناسه كأن لم تأته ... وهو عند الناس مشهور كبير
قال رجل لبعض السلطان: المواجهة بالشكر ضرب من الملق «1» ، منسوب من عرف بها إلى التخلّق «2» ؛ وأنت تمنعني من ذلك وترفع الحال بيننا عنه، ولذلك تركت لقاءك به. غير أنّي من الاعتراف بمعروفك ونشر ما تطوي منه والإشادة بذكره عند إخوانك والانتساب إلى التقصير مع الإطناب في وصفه، على ما أرجو أن أكون قد بلغت به حال المحتمل للصّنيعة، الناهض بحقّ النعمة.
قال ابن عنقاء الفزاريّ «3» : [طويل]
رآني على ما بي عميلة فاشتكى ... إلى ما له حالي أسرّ كما جهر
دعاني فآساني ولو صدّ لم ألم ... على حين لا بدو يرجّى ولا حضر
فقلت له خيرا وأثنيت فعله ... وأوفاك ما أسديت من ذمّ أو شكر «4»
وقال آخر «5» : [طويل]
سأشكر عمرا إن تراخت منيّتي ... أيادي لم تمنن وإن هي جلّت
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ... ولا مظهر الشكوى إذ النعل زلّت
رأى خلّتي من حيث يخفى مكانها ... فكانت قذى عينيه حتى تجلّت «6»