responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 81
خالف مشورتهم حتى لا يقطع أحد ساقته، فترك يزيد على دمشق، وتقدم ومعه خالد وقوات الجيش مجتمعة وبلغ بهم فحل وقد جفت الأرض. وكان أبو بكر قد جعل إمارة الأردن لشرحبيل، فله القيادة لأن القتال يقع في إمارته، فبعث أبا الأعور السلمي إلى طبرية فحاصرها، وجعل خالدًا على مقدمة الجيش، وأبا عبيدة وعمرًا على المجنبتين، وضرار بن الأزور على الفرسان. وأقاموا قبالة الروم ينتظرون وطال وقوفهم، فخيل إلى سقلار قائد فحل أنه يستطيع أخذ المسلمين على غرة، فقد أمن المسلمون وأقاموا على غير عدة لطول مقامهم، وأنهم لذلك ستضطرب صفوفهم لأول وهلة. وخاب ظنه إذ إن المسلمين لم يأمنوا، وكان شرحبيل يبيت ويصبح على تعبئة، واستبسل الروم في قتال مرير، وطالت المعركة الليل كله، والنهار الذي يليه إلى الليل، حتى خارت قوى الروم ووهنوا، فانهزموا وقتل قائدهم وأسلمتهم هزيمتهم إلى الوحل، فلحق بهم المسلمون فركبوهم وخزًا بالرماح، وقتلوهم شر قتلة، فأصيب الثمانون ألفًا لم يفلت منهم إلا الشريد1.
ثم نهد شرحبيل ومعه عمرو فحاصر أهل بيسان، ولكنهم لم يستمروا في المقاومة واضطروا إلى التسليم والصلح، فقد هوت روحهم المعنوية إلى منحدر من الضعف؛ بسبب ما أصابهم في اليرموك وفي دمشق وفي فحل. ثم إن أهل الشام لم تبلغ عداوة المسلمين منهم مبلغًا يعاون الروم على المقاومة، فقد حكمهم الروم بيأس وقوة لا يثيران حماسة لحكمهم أو حرصًا على بقائه.
وبلغ أهل طبرية ما أصاب بيسان وأهلها، فطلبوا إلى أبي الأعور أن يصالحوا شرحبيل. واحتذى أهل أذرعات وعمان وجرش ومآب وبصرى مثالهم، وكذلك أذعنت بلاد الأردن إلى حوران وإلى البادية ورضيت سلطان المسلمين، الذين أقاموا الجند في المدن وتركوا لأهلها إدارة شئونها.
وسار أبو عبيدة ليفتح حمص، فلما بلغ دمشق ضم إليه ذا الكلاع وقوته التي كان قد تركها ردءًا لدمشق من الشمال. وما إن بلغ إلى الشمال الشرقي من دمشق حتى لقي جيشًا من الروم بعث به هرقل بإمرة توذر، فوقف قبالته. وإنه لكذلك إذا أقبل شنس

1ياقوت ج3 ص852.
نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست