responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 76
فليزيد بن أبي سفيان دمشق، ولشرحبيل الأردن، ولعمرو بن العاص فلسطين، وانطلقت الجيوش في طريقها إلى الشام. وكان أبو بكر باهتياجه للشام على هذا النحو يعزز انتصارات المسلمين بالعراق، فلو وقف أمر المسلمين عند هزيمة خالد لذهب نصرهم في العراق بددًا، ولاقتحم عليهم الروم بلادهم. وظل المسلمون في مسيرهم حتى نزلوا الشام. وكان عمرو بن العاص معسكرًا في العربة. وتخطى أبو عبيدة البلقاء إلى الجابية، بعد أن خضع له عرب مآب[1]. ونزل شرحبيل الأردن، بينما نزل يزيد البلقاء. وقد اختلفت الروايات، ألقي المسلمون حربًا في جنوبي فلسطين، أم تقدموا فيها ولم يواجههم أحد؟ وتلتقي جيوش المسلمين بجيوش عكرمة؛ ليعسكر أبو عبيدة على طريق دمشق، ويعسكر شرحبيل في مرتفع بأعلى الغور، فوق طبرية ونهر الأردن، ويظل يزيد بالبلقاء مهددًا بصرى، ويسقي عمرو بالعربة[2]. وعندئذ أدرك الروم الذين لم يعبئوا بالمسلمين بعدما انهزموا وفر خالد أن الأمر أجل خطرًا من أن يستهينوا به. فسير هرقل قوات عظيمة وقفت إزاء جيوش المسلمين، حتى يشغل كلا منها عن غيرها فيسهل التغلب عليهم. فعسكر جيش بقيادة تذارق أخي هرقل بإزاء عمرو. ووقف جيش بإمارة الفيقار بن نسطوس بإزاء أبي عبيدة. أما شرحبيل فاستقبل الداراقص على قوة من الروم، واستقبل جرجه جيش يزيد بن أبي سفيان[3].
هاب المسلمون جيوش الروم حين رأوها يخطئها العد، ففزعوا بالكتب والرسل إلى عمرو بن العاص يلتمسون عنده الرأي، ورأى عمرو أنهم لا يستطيعون لقاء الروم متفرقين، فكاتبهم يقول: "إن الرأي الاجتماع، وذلك أن مثلنا إذا اجتمع لم يغلب من قلة، فأما إن تفرقنا لم تقم كل فرقة لمن استقبلها لكثرة عدونا". وجاءهم كتاب أبي بكر بمثل رأي عمرو، وفيه: "اجتمعوا عسكرًا واحدًا، والقوا زحف المشركين بزحفكم، فأنتم أعوان الله، والله ناصر من نصره ... "[4]. واتعد المسلمون اليرموك على طريق دمشق، واجتمعت قواتهم كلها على شاطئه الأيسر. فلما رأى الروم ذلك جمعوا قواتهم على الشاطئ الأيمن للنهر، وتولى تذارق "تيودوريك" قيادتها.

[1] الطبري 1/ 4/ 2090.
[2] هيكل، الصديق ص1067.
[3] نفس المرجع ص268.
[4] الطبري 1/ 4/ 2090، و1/ 4/ 2087.
نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست