responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 118
قد علمت بيضاء صفراء اللبب ... مثل اللجين إذ تغشاه الذهب
أني امرؤ لا من يعينه السبب ... مثلي على مثلك يغريه العتب1
وظل القتال دائرًا يغذيه الرجاز والشعراء بلهيب لا ينفد، حتى حال الليل بين الفريقين، ولقد أبلى في هذا اليوم عاصم بن عمرو بلاء رائعًا، وهو يقول عن هذا اليوم المسمى بأرماث:
حمينا يوم أرماث حمانا ... وبعض الناس أولى بالجمال2
يشير إلى ما كان من انتداب سعد لتميم لتدافع عن أسد، الذين أضرت بهم الفيلة ضررًا بليغًا. وفي صباح اليوم الثاني يوم أغواث، الذي أغاث فيه القعقاع المسلمين بجند الشام استطاع المسلمون أن يوقعوا بالفرس في غيبة الفيلة التي قطع وضنها عاصم في اليوم الأول، ورفه هذا عن المسلمين، واستمر القتال إلى منتصف الليل، وكفة المسلمين أرجح، وجدد مدد الشام أمل المسلمين، حينما رأوا القعقاع يصول في صفوف الفرس، يقتل من يلقاه، وكان سعد قد حبس أبا محجن الثقفي، فلما اشتد القتال وتردد تكبير الناس في أذنه ثارت حميته، واستعفى سلمى زوج سعد أن تحل قيده، وأن تعيره البلقاء فرس سعد، وأقسم أن يرجع فيضع قدمه في القيد، فرفضت رجاءه فقال:
كفى حزنًا أن ترتدي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودًا على وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وأغلقت ... مصاريع دوني قد تصم المناديا
وقد كنت ذا مال كثير وإخوة ... فقد تركوني واحدًا لا أخا ليا
ولله عهد لا أخيس بعهده ... لئن فرجت ألا أزور الحوانيا3
فلما سمعت سلمى شعره رقت له وأطلقته، فاقتاد البلقاء، وركبها وعليه سلاحه، وانطلئق يقصف الأعداء بسيفه قصًّا منكرًا، وسعد يقول: لولا محبس أبي محجن لقلت هذا أبو محجن، فلما انقضى اليوم رجع فوضع قدميه في القيد، وظل القتال إلى الليل،

1 مروج الذهب ج2، ص204، 205.
2 ياقوت ج1، ص211.
3 الطبري 1/ 5/ 2313.
نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست