responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 116
أنى تسدت نحونا أم يوسف ... ومن دون مسراها فياف مجاهل
إلى فتية بالطف نيل سراتهم ... وغودر أفراس لهم ورواحل
وأضحى أبو جبر خلاء بيوته ... وقد كان يغشاها الضعاف الأرامل
وأضحت بنو عمرو لدى الجسر منهم ... إلى جانب الأبيات جود وناذل
وما لمت نفسي فيهم غير أنها ... لها أجل لم يأتها وهو عاجل
وما رمت حتى مزقوا برماحهم ... إهابي وجادت بالدماء الأباجل
وحتى رأيت مهرتي مزوئرة ... لدى الفيل يدمي نحرها والشواكل
مررت على الأنصار وسط رحالهم ... فقلت: ألا هل منكم اليوم قافل
ألا لعن الله الذين يسرهم ... رداي وما يدرون ما الله فاعل1
وكانت الفيلة قد فعلت أفاعليها في المسلمين فشتتهم.
وكان أن أذن عمر لمن كان ارتد بالالتحاق بجند العراق ليطهروا، فإذا بهم يتدفقون إلى المثنى، وإذا بهم يخوضون تحت لوائه معركة الثأر والنصر، وقد شاع في نفوسهم إحساس بالاستماتة والتفاني للتكفير عما اقترفوه، كما استمات فل الجسر لمسح عار الهزيمة، وكانت معركة البويب معركة لم يشهد المسلمون والفرس أشد منها، حتى كانت العظام تلوح تلالًا من هام الفرس وأوصالهم، وتحزر بمائة ألف من جثثهم[2]. وتغنَى الشعراء بهذا النصر، وعقدوا أكاليل الغار للمثنى. يقول الأعور العبدي الشني:
هاجت لأعور دار الحي أحزانا ... واستبدلت بعد عبد القيس خفانا
وقد أرانا بها والشمل مجتمع ... إذ بالنخيلة قتلى جند مهرانا
أزمان سار المثنى بالخيول لهم ... فقتَّل الزحف من فرس وجيلانا
سما لمهران والجيش الذي معه ... حتى أبادهم مثنى ووحدانا3

1 البلاذري ص251، الأغاني "سامي" ج21، ص141.
[2] الطبري 1/ 4/ 2193-2199.
3 الطبري 1/ 4/ 2193-2199.
نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست