لنأتي معشرًا ألبوا علينا ... إلى الأنبار أنبار السواد1
وبعد أن ينقذ خالد عياضًا، ويثأر العرب من بكر بن وائل لمقتل عقة ولهزيمة عين التمر، يوجه خالد أمراءه إلى الحصيد والخنافس والزميل ليبيتوا العرب على غرة، ويقتل روزمهر قائد بيد القعقاع بن عمرو، الذي يفخر بقتله لحليلته فيقول:
ألا أبلغا أسماء أن حليلها ... قضى وطرا من روزمهر الأعاجم
غداة صبحنا في حصيد جموعهم ... بهندية تفري فراخ الجماجم2
واستطاع أبو ليلى أن يهزم المهبوذان في الخنافس، فقال يفتخر بصنيعه:
وقالوا ما تريد فقلت: أرمي ... جموعًا بالخنافس بالخيول
فدونكم الخيول فألجموها ... إلى قوم بأسفل ذي أثول
وفينا بالخنافس باقيات ... لمهبوذان في جنح الأصيل3
وصور الشعر هذا الحلف الغريب من الفرس والروم والعرب، الذين جمعت بينهم الظروف على المسلمين في وقعة الفراض، ونصر الله المسلمين وقطع دابر الحلف بأيديهم، فقال القعقاع:
لقينا بالفراض جموع روم ... وفرس غمها طول السلام
أبدنا جمعهم لما التقينا ... وبيتنا بجمع بني رزام
فما فتئت جنود السلم حتى ... رأينا القوم كالغنم السوام4
وفي أول لقاء لجيش أبي عبيد مع الفرس في النمارق يستحر القتال، ويستبسل المسلمون حتى ينتصروا على رستم، ويأسروا قائديه جابان ومردان شاه، فيستبيحوا السواد يجوسون خلاله بعدما هاجروا نحو ربهم فأنالهم أكتاف الفرس، يقول عاصم بن عمرو:
1 ياقوت ج4، ص933.
2 ياقوت ج2، ص280.
3 ياقوت ج2، ص894.
4 ياقوت ج3، ص894.