responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 109
"وقد خرج عن تعريفه الإسناد المجازي أمران، وصف الفاعل والمفعول بالمصدر مثل رجل عدل، وقول الخنساء: "فإنما هي إقبال وإدبار"، فإن الإسناد هنا ليس إسناد الفعل ولا معناه، وإنما هو إسناد بين مبتدأ وخبر في قول الخنساء هي إقبال وإدبار، ووصف الذات بالمصدر في قولنا: رجل عدل".
وقد ذكر عبد القاهر قول الخنساء: "إنما هي إقبال وإدبار" من صور المجاز العقلي الجيد، ومثله رجل عدل، وقوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} [1]، وما جرى على هذا الأسلوب.
الأمر الثاني: وصف الشيء يوصف محدثه وصاحبه، مثل: الكتاب الحكيم والأسلوب الحكيم، فإن الحكمة في الحقيقة ليست وصفا للكتاب، وإنما هي وصف لصاحب الكتاب، وكذلك ليست وصفا للأسلوب، وإنما هي وصف لصاحبه، وتعريف الخطيب لا يتسع له؛ لأنه تجز في إسناد معنى الفعل إلى مفعول لا يتعدى هذا الفعل له إلا بواسطة، وفي كلام سعد الدين ما يفيد أن الصورة الثانية يمكن أن داخلة في تعريف الخطيب إذا قلنا: إن مراده بالمفعول الذي يلابسه الفعل ما يتعدى له الفعل بنفسه كما في عيشة راضية، وما يتعدى له بواسطة مثل: حكيم في أسلوبه وحكيم في كتابه، ومنه قوله تعالى: {فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} [2]، وعذاب أليم، فإن البعيد ليس هو الضلال؛ لأن الضلال مصدر ضل وإنما هو الضال، والأليم أي المؤلم ليس هو العذاب، وإنما هو المعذب بكسر الذال، فمعنى الفعل هنا مسند إلى المصدر الذي يتعدى له بواسطة حرف الجر مثل: بعد في ضلاله وألم في عذابه، وقد ذكرنا في تعريفه للحقيقة العقلية أنه قصرها على إسناد الفعل أو معناه، وبهذا تكون الحقيقة العقلية، والمجاز العقلي كلاهما في الفعل، أو معناه ويخرج منها الإسناد بين الأسماء الجامدة، فقولنا: الإنسان حيوان ناطق، ومحمد أخوك، والكوفة دار خلافة على، وكان بسر بن أرطأة حربا ضد آل البيت،

[1] البقرة: 189.
[2] سورة ق: 27.
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست