responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 430
واخضرت، وأسقيت، فروي ظمآنها، وامتلأ عطشانها؛ فكذلك نعدك أنت يا أمير المؤمنين، أضاء الله بك الظلمة الداجية[1] بعد العموس[2] فيها، وحقن بك دماء قوم أشعر خوفك قلوبهم[3]، فهم يبكون لما يعلمون من حزمك وبصيرتك، وقد علموا أنك الحرب وابن الحرب إذا احمرت الحدق، وعضت المغافير[4] بالهام، عز بأسك، واستربط جأشك[5]، مسعار هتان، وكاف[6] بصير بالأعداء، مغري الخيل بالنكراء[7]، مستغن برأيه عن رأي ذوي الألباب، برأي أريب، وحلم مصيب؛ فأطال الله لأمير المؤمنين البقاء، وتمم عليه النعماء، ودفع به الأعداء"، فرضي عنه هشام وأمر له بجائزة.
وروى صاحب الأغاني خطبة الكميت[8] فقال:

[1] المظلمة.
[2] في الأصل: "الغموس" بالغين؛ وهو تحريف، والصواب "العموس" من عمس ككرم وفرح عماسة وعموسًا: اشتد واسود وأظلم.
[3] أشعر الخوف والهم قلبي: لزق به، وكل ما ألزقته بشيء: أشعرته به.
[4] المغفر كمنبر، وبهاء؛ وككتابة: زرد من الدرع يلبس تحت القلنسوة؛ أو حلق يتقنع بها المتسلح.
[5] أي صار رابطًا من ربط جأشه رباطة "بالكسر" اشتد قلبه.
[6] فلان مسعر حرب ومسعار: أي موقد نار الحرب، ومطر هتان: هطال، ووكاف كذلك، وهما كناية عن الجود.
[7] النكراء: الأمر الشديد.
[8] وكان سبب غضب هشام على الكميت: أن حكيم بن عباس الكلبي كان ولعًا بهجاء مضر والكميت مضري؛ فكانت شعراء مضر تهجوه ويجيبهم، وكان الكميت يقول هو والله أشعر منكم، قالوا فأجب الرجل، قال إن خالد بن عبد الله القسري- والي العراق وهو يمني- محسن إليّ؛ فلا أقدر أن أرد عليه، قالوا فاسمع بأذنك ما يقول في بنات عمك وبنات خالك من الهجاء، وأنشدوه ذلك فحمي الكميت لعشيرته؛ فقال قصيدته المذهبة؛ وبلغ ذلك خالد! فقال والله لأقتلنه، ثم اشترى ثلاثين جارية بأغلى ثمن؛ وتخيرهن نهاية في حسن الوجوه والكمال والأدب؛ فرواهن الهاشميات -وهي قصائد قالها الكميت في مدح بني هاشم، وكان معروفًا بالتشيع لهم مشهورًا بذلك، وتعد هذه القصائد من جيد شعره ومختاره وهي مطبوعة مشهورة- ودسهن مع نخاس إلى هشام بن عبد الملك؛ فاشتراهن جميعًا، فلما أنس بهن استنطقهن، فرأى فصاحة وأدبًا، فاستقرأهن القرآن فقرأن واستنشدهن الشعر، فأنشدنه قصائد الكميت الهاشميات؛ فقال: ويلكن! من قائل هذا الشعر؟ قلن الكميت بني زيد الأسدي، قال وفي أي بلد =
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست