responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 429
الحمد لله، قال هشام: نعم. الحمد لله، ما هذا؟ قال الكميت: مبتدئ الحمد ومبتدعه، الذي خص بالحمد نفسه، وأمر به ملائكته، جعله فاتحة كتابه، ومنتهى شكره، وكلام أهل جنته، أحمده حمد من علم يقينًا، وأبصر مستبينًا، وأشهد له بما شهد به لنفسه "قائمًا بالقسط1" وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه العربي، ورسولُه الأميّ، أرسله والناس في هفوات حيرة، ومدلهمات ظلمة، عند استمرار أبهة[2] الضلال؛ فبلغ عن الله ما أمر به، ونصح لأمته، وجاهد في سبيله، وعَبَدَ ربَّه، حتى أتاه اليقين، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثم إني يا أمير المؤمنين، تهت في حيرة، وحرت في سكرة، ادلأم[3] بي خطرها، وأهاب[4] بي داعيها، وأجابني غاويها، فاقطوطيت[5] إلى الضلالة، وتسكعت[6] في الظلمة والجهالة، جائرًا عن الحق، قائلًا بغير صدق؛ فهذا مقام العائذ[7]، ومنطق التائب، ومبصر الهدى بعد طول العمى، يا أمير المؤمنين كم من عاثر أقلتم عثرته، ومجترم[8] عفوتم عن جرمه".
فقال له هشام -وأيقن أنه الكميت- ويحك! من سن لك الغواية، وأهاب بك في العماية[9]؟ قال: الذي أخرج أبي آدم من الجنة: فنسي ولم يجد له عزمًا، وأمير المؤمنين كريح رحمة أثارت سحابًا متفرقًا، فلفقت[10] بعضه إلى بعض، حتى التحم فاستحكم هدرُ[11] رعده، وتلألؤ برقه، فنزل الأرض فرويت، واخضلت12

1 العدل.
[2] الأبهة: العظمة والبهجة والكبر.
[3] ادلأم الليل: ادلهم أي اسود وأظلم، وفي الأصل "اذلأم" وهو تصحيف.
[4] أي دعاني؛ وفي الأصل "وأهب" وهو تحريف، "ويقال أيضا هببت به أي دعوته لينزو".
[5] اقطوطى: قارب في مشيه إسراعًا.
[6] تسكع: مشى مشيًا متعسفًا لا يدري أين يأخذ من بلاد الله، وتحير.
[7] اللاجئ: المستجير.
[8] جرم فلان وأجرم واجترم: أذنب.
[9] العماية: الغواية.
[10] من لفق الثوب كضرب: ضم شقة إلى أخرى فخاطها.
[11] من هدر البعير كضرب هدرًا وهديرًا: صوت؛ وفي الأصل "هدار" وهو تحريف.
12 ابتلت.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست