نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 155
غرضًا[1] منك لرميت، بل أرى شبحًا، ولا إخال مثالا إلا كسراب[2] بقيعة، يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا، أما لو كنت كفئًا لرميت حصائلك[3] بأذرب من ذلق[4] السنان، ولرشقتك بنبال، تردعك عن النضال، ولخطمتك بخطام[5]، يخزم منك موضع الزمام6". فاتصل الكلام بابن عباس، فاستضحك[7] من الفزاري، وقال: "أما لو كلف أخو فزارة نفسه نقل الصخور من جبل شمام [8] إلى الهضاب، لكان أهون عليه من منازعة أخي عبد القيس، خاب أبوه، ما أجهله! يستجهل أخا عبد القيس وقواه المريرة[9]! ثم تمثل:
صبت عليه ولم تنصب من أمم ... إن الشقاء على الأشقيْنَ مصبوب10
"مروج الذهب [2]: 82" [1] الغرض: الهدف. [2] السراب: ما يرى نصف النهار كأنه ماء، والقيعة جمع قاع: وهو أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال والآكام، ويجمع أيضًا على قيع "بالكسر" وقيعان وأقواع وأقوع. [3] الحصائل جمع حصيلة، يقال: حصل الشيء تحصيلا والاسم الحصيلة، قال لبيد:
وكل امرئ يوما سيعلم غيبه ... إذا حصلت عند الإله الحصائل
والمعنى: لرميت ما حصلته من العلم والمعرفة. [4] ذلق السنان واللسان كفرح: ذرب فهو ذلق وأذلق، وذلق السنان من إضافة الصفة إلى الموصوف. [5] الخطام: كل ما وضع في أنف البعير ليقتاد به، وخطمه بالخطام جعله على أنفه، أو جزَّ أنفه ليضع عليه الخطام، وخطمه بالكلام قهره ومنعه حتى لا ينبس.
6 خزم البعير: جعل في جانب منخره الخزامة "ككتابة" والزمام: ما يزم به. [7] استضحك الرجل وتضاحك بمعنى. [8] جبل بالعالية. [9] أي القوية، يقال: رجل مرير أي قوي ذو مِرة "والمرة بالكسر القوة".
10 الأمم: القرب.
134- رجل من آل صوحان يجي به [1] عبد الملك بن مروان وهو يخطب:
وخطب عبد الملك بن مروان، فلما بلغ الغلظة[2]، قام إليه رجل من آل صوحان، فقال: "مهلا مهلا يا بني مروان، تأمرون ولا تأتمرون، وتَنْهَوْنَ ولا تُنْهَوْن، وتعظون ولا تتعظون [1] جبهه كقطعه: لقيه بما يكره. [2] وربما كان صوابها "العظة" أي مقام العظة والنصح بدليل قوله: "وتعظون ولا تتعظون".
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 155