نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 156
ولا تتعظون، أفنقتدي بسيرتكم في أنفسكم، أم نطيع أمركم بألسنتكم؟ فإن قلتم: اقتدوا بسيرتنا، فأنى وكيف؟ وما الحجة؟ وما المصير من الله؟ أنقتدي بسيرة الظلمة الفسقة، الجورة الخونة، الذين اتخذوا مال الله دولا[1]، وعبيده خولا[2]؟ وإن قلتم: اسمعوا نصيحتنا، وأطيعوا أمرنا، فكيف ينصح لغيره من يغش نفسه؟ أم كيف تجب الطاعة لمن لم تثبت عند الله عدالته؟ وإن قلتم خذوا الحكمة من حيث وجدتموها، واقبلوا العظة ممن سمعتموها. فعلام وليناكم أمرنا، وحكمناكم في دمائنا وأموالنا؟ أما علمتم أن فينا من هو أنطق منكم باللغات، وأفصح بالعظات؟ فتخلوا عنها[3]، وأطلقوا عقالها، وخلوا سبيلها، ينتدب[4] إليها آل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذين شردتموهم في البلاد، ومزقتموهم في كل وادٍ، بل تثبت في أيديكم لانقضاء المدة، وبلوغ المهلة، وعظم المحنة، إن لكل قائم قدرا لا يعدوه، ويوما لا يخطوه، وكتابا بعده يتلوه: {لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} تم الْتُمِسَ الرجلُ فلم يوجد
"نهاية الأرب 7: 249". [1] جمع دولة بالضم: أي جعلوه متداولا بينهم. [2] الخول: ما أعطاك الله تعالى من النعم "محركة" والعبيد والإماء وغيرهم من الحاشية الواحد والجميع والذكر والأنثى، ويقال للواحد: خائل. [3] أي عن الخلافة [4] انتدب إليه: أسرع.
135- وصف عقيل بن أبي طالب لآل صوحان:
قال معاوية لعقيل بن أبي طالب: "مَيِّزْ لي أصحاب علي وابدأ بآل صوحان، فإنهم مخاريق الكلام1"، قال: [1] مخاريق جمع مخراق بالكسر: وهو السيف، والسيد والمتصرف في الأمور، الذي لا يقع في أمر إلا خرج منه "والثور البري يسمى مخراقًا؛ لأن الكلاب تطلبه، فيفلت منها، وفلان مخراق حرب أي صاحب حروب يخف فيها".
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 156