نام کتاب : تاريخ النقد الأدبي عند العرب نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 73
حماسة البحتري
ولقد حاول البحتري (284) محاكاة صنيعه، فورد مورداً مختلفاً، وأكثر من الأبواب، ولم يتبين الحاجة إلى جمع الفنون المتشابهة في باب، وغلبت عليه النزعة الاخلاقية، بينما كان المحمل الضمني عند أبي تمام " جمالياً ". ولا تمثل حماسة البحتري إزاء طريقته في الشعر " تكامل " التشابه أو التناظر، بينا تكون ماسة أبي تمام وطريقته " تكامل " التوازي بين شعره وأشعار الحماسيين.
المنظوم والمنثور لابن طيفور
إن الوحدة المعتمدة في اختيار كل من أبي تمام والبحتري، في الغالب، هي المقطوعة، أو عدد أبيات منتخبة من قصيدة طويلة؛ وفي هذا يختلفان عن معاصرهما ابن أبي طاهر طيفور صاحب كتاب " المنظوم والمنثور "، فهو أولاً لم يقصره على الشعر دون النثر، ثم إن القاعدة في اختياره ثانياً هي تمييز النظم والنثر على درجتين: (أ) المفرد في الإحسان. (ب) المشارك بعضه بعضاً في الإحسان؛ وقد شارك صاحب الحماسة في وقوفه عند موضوع " الشجاعة والحرب " كما وافق البحتري في إيراد ما قيل في الأخلاق المذمومة والمحمودة؛ وفي تخصيص فصل للنساء [1] ، ويدل القسم المتبقي من هذا الكتاب على أن ابن طيفور احتذى حذو القصائد الطوال لدى الرواة فأورد في كتابه قصائد طويلة انفردت كل واحدة منها بالموضوع الذي تناولته أو بعدد من الموضوعات، فكتابه يشتمل، على " كل قصيدة ورسالة وصفة لا يوجد لشيء منها مثل ولا اشترك الناس في وصفتها ". [1] خصص البحتري في حماسته فصلا لمراثي النساء.
نام کتاب : تاريخ النقد الأدبي عند العرب نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 73