نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 36
ولم يكونوا يثبتونها حينئذ. وليس في هذا السطر كلمة غريبة سوى بر التي استخدمها الكاتب بمعنى ابن وهي آرامية. ونراه في السطر الثاني يضيف واوًا إلى نزرو ومذحجو وفقًا لكتابة النبط التي تضيف إلى الأعلام الواو. أما عكدي فلعلها عكديا، حذفت منها الألف، وفي المعاجم العكد: القوة. ويريد بالأسدين قبيلتي أسد. ونراه في السطر الثالث يستخدم كلمة بزجى من فعل زجا بمعنى دفع أي باندفاع، ومعنى حبج في المعاجم أشرف؛ وكأنها استعملت في النص مصدرًا بمعنى مشارف أو حدود، وشمر من الملوك الحميريين. واستخدم كلمة نزل بنيه الشعوب بمعنى جعلهم على الشعوب. وفي السطر الرابع ووكلهن بإضافة نون التوكيد إلى الفعل بعد الضمير.. ومعنى العبارة ووكله الفرس والروم. وفي السطر الخامس بلسعد ذو ولده أي ليسعد الذي ولده.
وواضح أن النص يمثل طورًا من أطوار اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم فكلماته جميعًا عربية؛ ما عدا كلمة بر الآرامية، وقد استخدمت فيه أل أداة للتعريف. وإذا أردنا أن نكتبه ونقر به إلى لغتنا اليوم كتبناه على هذا النحو:
هذه نفس "قبر" امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلها الذي عقد التاج
وملك قبيلتي أسد ونزرا وملوكهم وشتت مذحجا بالقوة وجاء
باندفاع "بانتصار" في مشارف نجران مدينة شمر. وملك معدا وولى بنيه الشعوب، ووكله الفرس والروم؛ فلم يبلغ ملك مبلغه
في القوة. هلك. سنة 223يوم 7 من كسلول، ليسعد الذي ولده
ولعل في هذا النص ما يدل على أن اللغة العربية التي سيشرفها القرآن الكريم بنزوله فيها كانت قد أخذت تبسط سلطانها إلى شمالي بلاد العرب منذ أوائل القرن الرابع الميلادي. وتوجد الروابط بين الحروف في هذا النص وتتخذ الحروف شكلًا أكثر استدارة.
ولهذا النص أهمية تاريخية بعيدة؛ فهو يحدثنا عن ثاني ملوك الحيرة جدود المناذرة ويذكر أنه ملك قبيليتي أسد وقبيلة نزار وملوكهم، وشتت قبيلة مذحج، وانتصر على جموع نجران؛ ولعل هذه أول إغارة ثابتة تاريخيًّا لعرب الشمال على عرب الجنوب ومدينتهم نجران. ويحدثنا النص أيضا أنه ملك معدا وولى بنيه على الشعوب.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 36